العصر الكريتاسي الأسفل (Lower Cretaceous) هو فترة زمنية مهمة في تاريخ الأرض، تمتد منذ حوالي 145 مليون سنة مضت حتى حوالي 100 مليون سنة مضت. يُعتبر العصر الكريتاسي جزءًا من الفترة الزمنية الأوسع المعروفة باسم العصر الطباشيري (Cretaceous period)، والتي تنقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسية: الكريتاسي الأسفل، الكريتاسي الوسط، والكريتاسي العلوي.
وصف العصر الكريتاسي الأسفل
الجغرافيا والمناخ
خلال العصر الكريتاسي الأسفل، كانت القارة الواحدة القديمة “بانغيا” تتفكك ببطء، وبدأت القارات الحالية تتشكل تدريجيًا. كانت الأرض تجري في ذلك الوقت تحت تأثير مناخ دافئ ورطب، حيث كانت درجات الحرارة مرتفعة نسبيًا والبيئات الرطبة كثيرة.
الحياة النباتية
تميز العصر الكريتاسي الأسفل بتوسع الغابات الاستوائية والنباتات المزهرة بشكل ملحوظ. ظهرت الزهور والأشجار المزهرة بشكل أكبر مما كان معروفًا في العصور السابقة، مما أدى إلى تحولات كبيرة في التركيبة النباتية وتأثيراتها على الحياة البرية والبيئة بشكل عام.
الحياة البحرية
كان البحر الكريتاسي ينمو بتدريج ويتنوع بشكل كبير، حيث شهد زيادة في أعداد الديناصورات البحرية مثل الإيبلاصيوصورس والموساورس، إضافة إلى الأسماك واللافقاريات البحرية المتنوعة.
الديناصورات والحياة البرية
كانت العصر الكريتاسي الأسفل شهدت ازدهارًا للديناصورات، حيث كانت الأرض موطنًا لمجموعة متنوعة منها مثل البرونتوصورس والإيوبلياصورس والكويلتوصورس. كما ظهرت الثدييات الأولى خلال هذه الفترة، ورغم صغر حجمها، إلا أنها بدأت في التأثير على البيئات التي عاشت فيها.
الاختفاء الجماعي
انتهى العصر الكريتاسي الأسفل بحدث جليدي كبير أدى إلى انخفاض درجات الحرارة وتغيرات في البيئات البرية والبحرية. هذه التغيرات قد تكون كانت جزءًا من العوامل التي ساهمت في الحد من تنوع الحياة والانقراض الجماعي الذي شهدته نهاية العصر الكريتاسي.
يعتبر العصر الكريتاسي الأسفل فترة مهمة في تطور الحياة على كوكب الأرض، حيث شهدت تغيرات بيئية كبيرة وظهور الكثير من الأشكال الحيوية الجديدة والمتطورة. تعتبر فترة مثيرة لدراسة التطور البيولوجي وتأثيرات التغيرات المناخية على البيئات القديمة والحديثة.
التوزيع الجيولوجي للعصر الكريتاسي الأسفل
التوزيع الجيولوجي للعصر الكريتاسي الأسفل يمتد عبر فترة زمنية تقريباً من 145 مليون إلى 100 مليون سنة مضت، ويتوزع جغرافياً على نطاق واسع من العالم. خلال هذه الفترة، كانت القارات تتحرك ببطء وتتفاعل مع بعضها البعض لتشكل الشكل الجغرافي الذي نعرفه اليوم. في أمريكا الشمالية، توجد تكوينات رملية وصخرية من العصر الكريتاسي الأسفل تُعرف بالتكوينات النقية (Purisima Formation)، تشهد على البيئات الساحلية والبحرية التي كانت مسيطرة في ذلك الوقت.
في أوروبا، يمكن العثور على تكوينات من الطباشير المبكر، تكشف عن بيئات بحرية وساحلية متنوعة كانت موجودة في ذلك الوقت. في أستراليا وأماكن أخرى، يظهر التوزيع الجيولوجي للعصر الكريتاسي الأسفل بوجود تكوينات رملية وطينية تحتوي على بقايا نباتية وحيوانية تشهد على التنوع البيولوجي الكبير في ذلك العصر.