علم الحساب: يعد علم الحساب من أهم فروع علم الرياضيات، بحيث يقوم علم الحساب بالإجابة عن أسئلة مهمة مثل ماهو مقدار المسافة؟ يساعد علم الحساب على تسهيل وتبسيط أنطمة المعادلات بواسطة الأعداد، يتم تسميته غالباً بعلم الأعداد، فهو يستخدم الأعداد للتعبير عن أنظمة المسائل يعتبر الحساب فرعاً مستقلاً في الرياضيات.
أهمية علم الحساب:
يعد علم الحساب من الأمور المفيدة والهامة في الحياة اليومية، فمثلاً نقوم باستخدام الحساب لمعرفة كم الوقت، القيام بدفع الفواتير، للقيام بعملية عدّ النقود أو دفع المستحقات، أو في المدارس والجامعات بالتدريس، كذلك نحتاج إلى علم الحساب، عند شرائنا مستلزماتنا اليومية أو عند قياسنا المقدار المطلوب من ورق الحائط لتزيين حجرة ما، يعد علم الحساب مهم بشركات الأعمال، يقوم المحاسبون وماسكو الدفاتر باستخدام علم الحساب للقيام من التحقق من السجلات المالية.
أمّا المهندسون يقومون باستخدام علم الحساب عند تصميم المشاريع المعمارية خاصة: المصانع، تصميم المنشآت من خلال توظيف علم الحساب في آليات البحوث أو حتى القيام بتجربة ما، يصعب على العلماء استنباط الجديد من المعلومات من غير علم الحساب، كما يستخدم الأطباء علم الحساب عند كتابتهم الدواء المناسب للوصفات الطبية، في قياس الدم، أيضاً يستخدمه المزارعون في حساب أرباحهم، أيضاً يتم معرفة مقدار الخشب اللازم لبناء مخازن الحبوب، يستخدم الملاحون الحساب لمعرفة مواقع الطائرات والسفن، لقد بلغ علم الحساب أهمية جعلته مع القراءة والكتابة الأعمدة الفقرية للتعليم.
مسائل علم الحساب:
هناك نوعان من المسائل التي تدرس في الحساب الأساسي، الأول منهما يحل بعد الأشياء، أوالقيام بتجميعها أو إعادة تجميعها، في هذا النوع من الحساب، لا نتعامل مع أجزاء الأشياء، بل نتعامل فقط مع الأشياء الكاملة غير المقسمة، مثل، الناس، الأبقار، المنازل وما شابه ذلك، فعلى سبيل المثال، قد نرغب في معرفة عدد الأبقار في قطيع ما، أو المنازل في احد الشوارع، لكي نحل مثل هذه المسائل نستخدم فقط الأعداد الصحيحة مثل واحد، اثنان، ثلاثة، وهكذا.
النوع الآخر من المسائل يقوم بقياس أو مقارنة المقادير، فمثلاً، قد نرغب في قياس المسافة التي نقطعها مشياً إلى المدرسة، أو مقدار الوقود الذي نحتاجه لقطع رحلة ما بالسيارة، لمثل هذه المسائل، تكون الأعداد الصحيحة غير ملائمة، ربما نضطر لاستخدام نوع آخر من الأعداد، فمثلاً قد تكون المسافة إلى المدرسة 4,5 كم، وقد يكون لدينا قطعة قماش طولها 45 سم، أو قد نشتري 6,7 لتر من الوقود، للقيام بتسجيل هذه المقادير، لابد لنا من استخدام الكسـور، وهي ثلاثة أنـواع : الكسور العادية والكسور العشرية وكسور النسب المئوية.
نبذة تاريخية عن علم الحساب:
قام العلماء المختصون بترجمة ألواح الطين البابلية، فاتضح أنّ البابليين كانوا على قدر كبير من البراعة في علم الحساب والفلك، وذلك منذ أكثر من 4000 سنة، حيث قاموا باستحداث وتطوير النظام الذي نستخدمه الآن لقياس الزوايا بالدرجات والدقائق والثواني، لما كان هنالك 60 ثانية في الدقيقة، و60 دقيقة في الساعة، فقد بني هذا النظام على العشرات حتى العدد 60، تدل الألواح الطينية على أنّ البابليين منذ مايقرب من 2,400 سنة مضت قد استخدموا رمزاً للعدد صفر، ورمزاً آخر للفاصلة العشرية، مع أننا قد ورثنا فكرة استخدام العدد 60 للزمن والزوايا، إلّا أنّ فكرة البابليين عن قيمة الخانة ضاعت منا حتى أعاد الهنود اكتشافها.
العرب وعلم الحساب، كانت طريقة العرب القديمة في الحساب هي نظام العد في كل من عمليات البيع والشراء والتوريث وقياس الأرض وعمليات الوزن والمكيال وتوزيع الغنائم وحساب الأيام والليالي وكان ذلك إلى بداية العصر العباسي، ثمّ أخذوا بعد ذلك بحساب الجمل أي بالأحرف، أي أنّ للعرب فضل كبير في تطور علم الحساب الأمر الذي دعى الحضارات الأخرى للاستفادة منه، وما زال معروف إلى يومنا هذا.
كان الهنود يستعملون “سوينا” وتعني الفراغ أو الخواء لتدل على كلمة صفر، وكان العرب يستخدمون هذا اللفظ (صفر) للدلالة على معنى الخلو منذ أمد بعيد، ومن ذلك قولهم صفر اليدين، أي خال اليدين، وقد كان الصفر العربي يرسم في الأصل حلقة صغيرة وسطها فراغ وبقيت على ذلك في المغرب الإسلامي والأندلس، بينما انطمست في المشرق فأصبحت نقطة (.) للتفريق بين الصفر والرقم خمسة (٥)، قد كان لظهور الصفر دور كبير في حل مسائل حسابية كثيرة وبناء المعادلات الرياضية الكبرى التي ظهرت فيما بعد.