أنواع الينابيع جيولوجياً:
تعرف الينابيع على أنها الأماكن التي تبرز فيها المياه الجوفية على سطح الأرض بشكل طبيعي، كما أنه من الممكن إظهار المياه الجوفية على سطح الأرض بطريقة إصطناعية ويكون ذلك بحفر الآبار، ويتم تصنيف الينابيع إلى ثلاثة أنواع وذلك بالاعتماد على أماكن ظهورها، وأول هذه الأنواع هي الينابيع الطبوغرافية وهي عبارة عن الينابيع التي تنشأ عندما يصل مستوى الماء الجوفي إلى سطح الأرض في منطقة معينة، حيث أن هذا يحصل في المناطق المنخفضة من الجهة الطبوغرافية مثل الأحواض والوديان بالإضافة إلى الواحات التي توجد في الصحاري التي تكون في حقيقتها عبارة عن ينابيع.
كما أن الكثير من الواحات التي تقع في الصحراء الغربية المصرية، فعلى سبيل المثال الينابيع التي تنتج من وصول سطح الماء الجوفي إلى سطح الأرض بشكل قريب في المنخفضات الطبوغرافية المميزة، أما بالنسبة للينابيع التركيبية هي الينابيع التي تنشأ في حال كان التركيب الجيولوجي لمنطقة معينة يؤدي إلى تعريض الصخور المصمته لطريق المياه الجوفية المتحركة وذلك يكون في صخور نفاذة ومن الأمثلة على هذا النوع ينابيع القواطع وينابيع الصدوع، وثالثاً هي الينابيع الطبقية وهي التي تظهر في حال اعترضت المياه الجوفية لطبقة مصمتة مثل الطين.
وتبرز الينابيع الطبقية عند سطح الأرض كما أن في هذه الحالة تعمل التضاريس على المساعدة في انكشاف الطبقة المصمتة داخل منطقة منخفضة من أجل إظهار الينبوع، ومن الممكن أن يكون هناك ينبوع معين هو مزيجاً من أكثر من نوع من الأنواع الثلاثة التي تم ذكرها سابقاً أي أن ذلك يعني أنه من الممكن أن يكون ينبوعاً تركيبياً وطبوغرافياً في ذات الوقت ومن الأمثلة على تلك الينابيع هي الينابيع التي تنشأ عند الصدوع تلك التي تقطع بعض الوديان داخل المناطق الصحراوية وغيرها.
ومن الممكن أيضاً أن يتم تصنيف الينابيع بشكل خاص والحياة الجوفية بشكل عام وذلك بحسب طبيعة محتوياتها من الأملاح الذائبة، كما أن هناك البعض من المياه الجوفية التي تحتوي على محتويات من الأملاح وتكون غير عادية أي تلك التي تختلف اختلاف ملحوظ عما تحتويه مياه الشرب ومياه الري العادية من الأملاح الذائبة، حيث يطلق عليها اسم الحياة المعدنية والينابيع تلك التي تأتي منها هذه المياه، وتُعرف أيضاً باسم الينابيع المعدنية ومن الأمثلة على هذه الينابيع هي ينابيع ماعين وزارا وعفر في الأردن، كما أن المعادن والأملاح الذائبة التي تكون في المياه الجوفية فإن مصدرها يكون إذابة المياه لبعض المحتويات المعدنية في الصخور التي تخترقها ومن أكثر الأمثلة شهرة على الينابيع المعدنية هي عيون كارلسبار في تشيكوسلوفاكيا وفيسبادن في ألمانيا وأيضاً فيشي في فرنسا وباث في غرب إنجلترا.
كما أن هناك ينابيع معدنية مشهورة في مصر مثل عيون حلوان، كما أن لبعض من مياه الينابيع قيمة كبيرة من الناحية الصحية؛ إذ يكون للأملاح الذائبة فوائد طبية كثيرة في بعض من هذه المياه، ويتم تسمية الينابيع المعدينة بالاعتماد على المعادن الذائبة التي تغلب في مياهها مثل الينابيع المحلية، تلك التي يكون في مياهها الكثير من أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، أما بالنسبة للينابيع الحديدية فإنها تملك مركبات الحديد بشكل كبير وبالنسبة للينابيع الكلسية فإنها تملك كربونات الجير في مياهها كثيراً، أما الينابيع السيليكية نجد أنها تحتوي على مادة السيليكا كثيراً في مياهها.
ونلاحظ أن الينابيع الكبريتية تمتلك مركبات الكبريت ولا سيما غاز كبريتيد الهيدروجين، وفي بعض الأوقات تعمل المياه الجوفية الموجودة في أعماق القشرة الأرضية في مقابلة بعض من الأجسام الساخنة مثل الكتل الصهارية الدفينة وخلال هذه الحالة فإنها من الممكن أن تتدفق على شكل ينابيع ساخنة أو ينابيع دافئة ومن الأمثلة على هذه الينابيع العين الساخنة الموجودة في الصحراء الشرقية المصرية وعيون حمام فرعون الموجودة في سيناء بالإضافة إلى بعض الإندفاعات المائية الدافئة التي تتواجد في جبل حفيت بالقرب من مدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن الممكن في بعض الأوقات أن تكون درجة حرارة الماء المنبعث من مثل هذه العيون مرتفعة إذ أنها قد تصل إلى درجة غليان الماء، وخلال هذه الحالة فإن الماء يتدفق من مثل هذه العيون على شكل مراجل مرتفعة ومن أكثر الأمثلة شهرة على هذه المراجل في العالم هي مراجل ايسلندا ومراجل أولد فيثفول الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية.