الأنماط التكتونية:
إذا كانت ملامح جبل ما تتعلق بطبيعة المواد التي يتشكل منها وبدرجة تقدم نحته بفعل الحت، فإنها تتعلق أيضاً بالأساس بترتيب هذه المواد وهندستها، ويمكن تمييز سلاسل الجبال كما تتميز الأبنية الهندسية بطرازها وهذا ما سنطلق عليه عبارة النمط التكتوني، ومن بين هذه الأنماط التكتونية سنميز اثنين رئيسيين هما وفيما يلي ذكرهما مع التوضيح:
- النمط الجورائي: وهنا تكون الطيات المتفردة على شكل حزم منتظمة متوازية، ويمكن أن تتابع على مسافات كبيرة جداً، وتكون متناظرة منقلبة قليلاً (نظام متساوي الميل) وقد تصبح بعضها عبارة عن طيات صدعية (فالقية)، ويمكن أن تكون حزم الطيات مصابة بفوالق أو بانفكاكات (مثل انفكاكات seleve)، وبالنظر لقلة الارتفاع المتوسط للجبال الجوار فإنها لم تتعرض كثيراً لعلميات الحت، فإنها لا تزال المفصلات محفوظة كما لا تزال التضاريس مطابقة للبنية.
وهذا ما لاحظة سابقاً ثورمان منذ 1853، فتكون المحدبات دائما هي البارزة بالجورا وتسمى مونت، وأحياناً مسننة لوجود خطوط ذرى كريت، وتنفصل عن بعضها بوديات سنكلينالية أو فال، ولما كان الجوراسي الذي يحتل أكبر نصيب في تركيب هذه الطيات يضم تناوباً من صخور كلسية ومارنية، فإن الحت الذي استفحل على طول المحاور الانتكالينالية أو على خاصرات الطيات استطاع أن يحفر فيها ميازيب طولانية تسمى (كومب) أي كومب انتكلينالي أو وحيد الميل، وتكون ذات قاع مارني محدود بجرف أو كويستات أي أضلاع كلسية.
أما المنخفضات العرضانة وهي أماكن مختارة لتصريف المياه، فقد تعرضت في أغلب الأحيان وتوسعت على شكل كلوزات (جمع كلوز) بديعة، وباختصار يتميز الطراز الجورائي بالتواء ضعيف ومنتظم، فالطبقات المنتضدة فوق الغضاريات الترياسية اضطرت للانفصال والالتواء بكامل استقلالها منزلقة فوق الركيزة المائلة باتجاه خارج السلسلة، وهي قاعدة يبدو أنها لم تتعرض لأي ضرر بفعل هذه الحركة. - النمط الألبي: وينتج عن شدة الالتواء الذي يؤدي في أبسط الحالات إلى ظهور البنية المتساوية الميل مع حزم من طيات متراصة جداً، كما تكون مندفعة جميعاً في الاتجاه نفسه أي للخواصر مباشرة والخواصر المنقلبة، فتكون لها جميعها نفس الميل كما أن الطيات الصدعية تصبح القاعدة السائدة وكذلك عدم انسجام الالتواء، وتظهر هذه البنية بجلاء عظيم في السلسلة شبه الألبية الدفينة السافوية.
وفي مرحلة أكثر تقدماً نجد بنية ذات حراشف متراكبة أو تساندية تكون فيها كل الطيات في منظومة متساوية الميل، وقد أصبحت عبارة عن طيات صدعية بفعل استفحال الالتواء ثم تختفي الخواصر المنقلبة.