التشوهات الصخرية المولدة للجبال:
قد تتعرض البنية الصميمية للصخور إلى تبدل عميق خلال الحركات الأوريجينية وخلال حادثات البرم والتوتر أو الإنضغاط التي تتعرض لها، مما يؤدي إلى تشكل كسور عديدة موجهة تدعى الفصمات والتي تكون كثيرة بشكل خاص في الصخور القاسية ومن جهة أخرى فإن الصخور الطرية الخاضعة لقوى الإنضغاط أو حتى إلى نتيجة الخفس (الكبس) ذاتها، تتخذ شكل وريقات صغيرة متميزة يسمى الانفصام الشيستي أو الشيستوية وفي درجة متقدمة من هذه العوامل قد يصبح الصخر مرققاً تماماً أو مهشماً، وحينئذ يتخذ بنية حطامية متطرفة (مثل بريش الفرك، البريش التكتوني، الميلونيت).
الفصمات الصخرية:
وتطلق هذه العبارة على الكسور أو مستاويات الإنقسام التي تجتاز الصخور في اتجاهاتٍ منضمة وعادة في اتجاهات الفراغ، وتجزئها إلى مضلعات متوازية مختلفة الأبعاد ومنتظمة نوعاً ما، ولكن إذا كان هناك انفصال فلن يكون هناك بالتالي تفاوت في المستوى وهذا ما يميزها عن الفوالق، وتكون الفصمات في أغلب الأحيان فاغرة لأنها تكون في الصخور القابلة للذوبان كما في الصخور الكلسية موسعة بفعل تأثير المياه الجوفية، كما أنها تساعد عن وجودها في الصخور الإندفاعية كالغرانيت مثلاً على التفسخ الكائوليني وعلى تشكل كرات (كلّات).
ونلاحظ بين الفصمات التي تعتري الصخر أن هناك دائماً اتجاهاً رئيسياً بارزاً أكثر من سواه تكون فيه هذه الفصمات مرئية وواضحة جداً، فبعض الفصمات يمكن أن تلتبس علينا مع اتجاه أو إنحدار الطبقات إذا كانت هذه مائلة، حيث تصادف الفصمات خاصة لدى الصخور الرسوبية ذات الحبات الدقيقة كالصخور الكلسية والحوار، كما تكثر في الصخور الفحمية وحتى في الحث (الغرية) وفي الصخور الإندفاعية، وقد كان الاعتقاد سائداً خلال زمن طويل أن الفصمات كانت نتيجة نوع من التبلور أو إنكماش ناجم عن التجفف أو حادثة تبرد (فصمات الصخور الإندفاعية).
وبعد الأبحاث الجيولوجية الرائعة التي قام بها دوبريه تم الإتفاق على اعتبار الفصمات كنتيجة عامة لبرم الطبقات، فعند برم شريحة من الزجاج بين فكي ملزمة استطاع العالم دوبريه إنتاج منظومات من اللصاقات المنضمة مماثلة تماماً للفصمات الطبيعية، ولنلاحظ أن الفصمات تعتري الصخور السطحية والصخور العميقة على حد سواء وهذا ما يميز عند إنعدام التفاوت في مستوى الفصمات عن الانفصام الشيستي الذي لا يصادف إلا في الأعماق الأرضية.