السخونة المركزية للأرض:
نعني بالسخونة المركزية الحرارة الكامنة والضرورية في نشأة الأرض الكونية، والتي هي مؤكد وجودها بسبب وجود البراكين، إلى جانب تواجد الحرارة في باطن الأرض، تعتبر البراكين الرابط بين سطح الأرض وبين أعماق كبيرة من القشرة الأرضية فتكون على شكل مخرج طبيعي ظاهرة للعين، فتُخرج ما بداخلها على هيئة كُتل كبيرة جداً من اللابة المُذابة التي تؤكد وجود النار المركزية.
حيث ثبت تاريخ الأرض من خلال تميزها بملامح متعددة من أهمها الحادث البركاني، ولا زال يتواجد مصادر معروفة للبراكين في أراضي قديمة جداً سبق وأن عُرفت من خلال الدراسات والتحريات، كما أن حرارة باطن الأرض قد تكون متدرجة أو ما تسمى بـ (الغرديان الحراري الأرضي)، وهو ذلك العمق الذي يتوجب الوصول إليه لترتفع درجة الحرارة درجة واحدة.
تم عمل الكثير من الحفريات للتأكيد على أن الحرارة تزداد في الأرض مع زيادة العمق مثل حفريات سبور أو الأقنية والمناجم، على سبيل المثال تواجد سبر في كاليفورنيا والتي بلغت الحرارة في عمقه سنة 4586 م حوالي 133 درجة مئوية، وبتواجد سبر ثاني يقع على عمق 3000م بدرجة حرارة تساوي 140 درجة مئوية، ولكن وعلى الرغم من ذلك يجب قياس درجة حرارة باطن الأرض، حيث يتم البدء من عمق يساوي 10 أو 20 متر شريطة أن تكون المنطقة لا تقع تحت تأثير الحرارة الصادرة عن الفصول الأربعة أو الحرارة القادمة من خلال المناخ.
ينبغي التأكيد على أن درجة الحرارة يحدث لها تغير من مكان لآخر، حيث أنه يحصل لها تحويل مع ناقلية الصخور التي تم اختراقها بالإضافة إلى طبيعتها واتجاه تطبقها، كما أن الحرارة تتغير في حال كانت الصخور الباطنية المحيطة هي مكاناً ومقراً للتفاعلات الكيميائية مثل أكسدة بيريت الحديد أو مكاناً ومقراً للتحولات الفيزيائية مثل نشوء بلورات أو انقسام الفلزات.
ففي جانب البراكين ومنطقتها تكون الزيادة في درجات الحرارة تقريباً كل 10 إلى 15 متر، أما في المناطق البترولية فإن التدرج الحراري الأرضي في الغالب يكون أقل من 20 متر، كما أن المسافة تكبر بالنسبة للمناطق الغرانيتية سواء كانت بلورية أو متمعدنة حيث أنها تصل إلى 60 أو 80 متر، هذا وقد أثبتت الدراسات بأن الأجسام التي تملك قدرة النشاط الإشعاعي تنقسم بشكلٍ مستمر مما ينتج سخونة منطلقة تعمل على المحافظة على السخونة المركزية في باطن الأرض.