الصخور الكلسية الدولوميتية:
كما يتم تسمية الصخور الدولوميتية باسم الدولوميا وهي صخور كلسية دولوميتية متميزة بأعداد كبيرة من مجسمات معينية صغيرة من الدولوميا (co3ca، co3mg) غارقة في عجين كلسي مغنيزي، تلك هي صخور رمادية اللون أو صفراوية ذات ملمس خشن ومكسر سُكري، ولا تعمل على العموم فوراناً بالحموض، ومن بين هذه الدولوميا الأولية تلك التي هي رسوبيات بحيرية لاغونية حقيقية، مثل دولوميا البرمي والترياسي والبربكي، فإذا إنحل كلس دولوميتي وأبدي من جراء هذا الإنحلال بنية جوفية ومحجوزة (أي مقطّعة بحواجز) مما جعله شبيهاً بالطيف.
فإن هذا الكلس الدولوميتي يصبح صخر كارنيول، حيثاستقرت لفترة طويلة من الزمن فكرة كون والتي كان قائمة على أن الكارنيولات عبارة عن كلس دولوميتي متأكلس، وطالما أن اللحمة الدولوميتية هي الأقل إنحلالاً من كربونات الكلس فهي وحدها التي بقيت مرئية، والحقيقة أن كثيراً من الرسوبيات كارنيولية المظهر يمكن أن يكون لها هذا المنشأ، فالمياه التي تسري كتل الكارنيولات تكون دائماً شديدة الفعالية في إحداث الطف الكلسي.
ومع هذا فقد طرحت الفرضية التي تقول: بأن كارنيولات الترياس التي هي دائماً مرتبطة بالجبس، تكون دائما مدينة ببنيتها إلى انحلال بلورات الجبس التي كانت الدولوميا بالأصل مشتركة معها، وتكون الصخور الكبريتاتية هي المنتجات الأكثر شيوعاً للتبخر اللاغوني وعلى شكل آنهيدريت أو جبس، وفي اللاغونات الحالية فإن أحد هذين الجسمين يتوضع حسب شرائط الحرارة والملوحة، فعندما تكون المياه محملة جداً بالأملاح فإن الآنهيدريت هو الذي يتشكل منذ أن تزيد الحرارة عن 25 سنتيغراد.
ومع الماء العذب فإن الجبس هو الذي يتوضع حتى درجة حرارة قدرها 60 درجة، والآنهيدريت هو صخر أبيض قاسي مبلور وله مظهر مرمي، وبعض الأنواع الشفافة منه تدعى الهصيم (الباتر)، وينتفخ الآنهيدريت بتأثير الماء ويتحول إلى جبس مع مضاعفة حجمة تقريباً، وبسبب ذلك كان مظهر مكامن الصخور الكبرياتية في أغلب الأحيان ملتوياً جداً، وفي ترياس مناطق الألب الخارجية فإن الآنهيدريت يكون فيها أولياً إذ يظهر فيها مغلّفاً داخل قشرة من الجبس الثانوي.
وفي مناجم ملح بيكس في جبال الألب الفودوازية توجد عدة كيلو مترات من الأروقة في الآنهيدريت تحت منطقة الجبس، أما الجبس كالصخر فهو مادة بيضاء رخوة ذات مظهر طحيني قد تُشكل كومات جسيمة في الأراضي اللاغونية، وبخاصة في البيرمي والترياسي والجوراسي الأعلى (بوربكي) والثالثي (جبس حوض باريس الإيوسيني حيث يُشكل أربع كتل تبلغ سماكتها الإجمالية 25 متر، وجبس فولكوز الإسوني والأوليغوسيني)، والجبس يكون قابل للذوبان بالماء.