الصخور الكلسية الكيميائية:
يحتوي ماء البحر على القليل من السيليس المنحل، غير أن المياه العذبة تحتوي على كمية أكبر من الماء المنحل مما يجعل الرسوبيات السيليسية ذات المنشأ الكيميائي كثيرة الانتشار في التشكيلات البحرية، ويمكن أن نذكر مثال عليها هي أجار الرحى وهي صخور كلسية سيليسية متنوعة الكلس (مُتأكلسة) تقريباً وتشكل أفقين في أوليغوسين حوض باريس والذي يكون كلس البوس (سانوازي) وكلس البري (اكيتاني_شاتي).
ويكون لأحجار الطواحين منزوعة الكلس (المتأكلسة) بالمياه السطحية الحمضية مظهر كهفي أو فراغي من جراء تلاشي الكلس واستمرار اللحمة السيليسية، وتكون ذات لون مُحمر ناجم عن الأكسدة المائية للحديد، وهذه الأحجار ممتازة للبناء وكثيرة الاستعمال في المنطقة الباريسية، أما ترسب السيليس فبدلاً من أن يحصل على نطاق واسع يمكن أن يتم إفرادياً، ويعطي تخثرات سيليسية متنوعة نصادفها في الرسوبيات البحرية كما نصادفها في الرسوبيات البُحيرية.
كما نذكر الصوان في البداية وهي عوارض سيليسية في وسط كلسي شكلها غير منتظم، يتمثل على العموم على شكل كليات ضخمة نوعاً ما منعزلة أو متحدة لتشكل نطاقات مستمرة في الطبقة الرسوبية، وسيليس الصوانات هو كالسيدوان، غير أنها تحتوي أحياناً على القليل من الأوبال، ومن المتفق عليه في الواقع أن هذه التخثرات نشأت في غضون التوضع أو في داخل التوضع نفسه المشكل بترسب أو تركيز السيليس الغرواني الموجود في المياه البيئية.
وغالباً ما لعب مستحاث مثل قنفذ البحر أو الإسفنج دور قطب جذب، وقد تصلب هذا السيليس فيما بعد على شكل سيليس مميّه أو أوبال ثم انتهى الأمر بأن تبلور بشكل كالسيدوان، وللصوان لون أشقر أو أسمر وأحياناً أسود، ويحاط غالباً بقشرة مائلة إلى البياض وإذا ما تزحزح ومكث مدة في اللحقيات، فإنه يُغطّى بطلاء أبيض ناجم عن انحلال ما تبقى من الأوبال، وعن ظهور أعداد لا تحصى من الفجوات الصغيرة على سطح الصوان التي تملأ بالهواء.
كما يتواجد الشايل وهي صوانات غير مكتملة كلسية بقسم منها ولا تزال تعمل فوراناً مع الحموض وغالباً ما تكون أيضاً إسفنجيات ومتشبعات، وليس لها طلاء وتكون دائماً تقريباً من منشأ بيني في الرسوبيات أشهرها بسبب المستحاثات التي تحتوي عليها، وتطلق لفظ شيرت على عوارض سيليسية في وسط سيليسي، وهي عبارة عن كومات سيليسية سيئة التفرد مؤلفة من خليط من الأوبال والكالسيدوني.