الظاهرات البركانية خلال الحقب الرابع:
لقد باتت الانبثاقات البركانية التي تجلت خلال النيوجين في منطقة الماسيف سنترال، والتي أدت إلى بناء أجهزة منطقة velay وغيرها من المناطق وراحت تتابع خلال الدور التالي، ففي خلال البليوسين كانت منطقة كانتال عبارة عن بركان جسيم يبلغ ارتفاعه قرابة 3000 متر مع محيط عند القاعدة يبلغ قطره 70 كيلو متر، ولكن منذ بداية الرباعي انتهت الثورانات البركانية وعمل الحت على تقطيع أوصاله وهبط ارتفاعه شيئاً فشيئاً إلى 1853 متر، أما في جبل موندور الذي كان في أوج نشاطه في البليوسين مع مراكزه الثلاثة، فلم يكن يقدم خلال الرباعي سوى مسكوبات بحرية.
ولكن فجأةً وخلال الرباعي اتقنت مراكز بركانية جديدة في سلسلة بوي ومن ثم في الطرف الآخر من كتلة الماسيف سنترال في إقليم vivarais وشيدت 480 فوهة وصبت موجات من اللابات فوق كل المنطقة، وبعد أن نال الحت من هذه البراكين تحولت إلى قباب وهي عبارة عن عنق مدخنة ضخم من التراكيت (دوميت) محاط ببريشات شبهها لاكروا وببريشات الانهيار التي كانت تصاحب صعود مسلة جبلية بيليه، وفيما عدا هذه البراكين الأفضل احتفاظاً ولكنها مشدوقة فقط بأن هناك براكين أحدث وهي براكين بوي.
وقد جرى حساب مفاده أن سلسلة بوي لوحدها قد أطلقت أكثر من 1500 مليون متر مكعب من اللابات البازليتية و 5500 مليون متر مكعب من منتجات المقذوفات دون أن ندخل بالحسبان الرماد البركانية الذروية التي حملتها الرياح لبعيد، وتبدو بعض هذه البراكين التي تكون محفوظة بشكل رائع تبدو وكأنها قد خمدت بالأمس وتراود الإنسان فكرة فوراً مفادها أن رقاد هذه الأجهزة ما هو أكثر من خمود عابر وأن بإمكانها أن تستيقظ في يوم ما، وقد كان الإنسان شاهداً على آواخر ثورانات آواخر الماسيف سينترال (إنسان مستحاث في بركان دينيز)، وقد أمكن التوقف من عمر هذه المسكوبات الأخيرة التي اندفعت أحياناً لمسافات بعيدة جداً.
حيث تجاوز مسافة 22 كيلو متر لأنها ترقد فوق لحقيات ذات هياكل عظمية للماموث كما تكون مغطاة بحصباء تضم وحيش عصر الرينة، إذاً لقد تمادت الظاهرات البركانية في الماسيف سينترال حتى فجر العصور التاريخية، ولم يكن النشاط البركاني في ذلك الزمن أقل حيوية في المنطقة الرومية (البحر الأبيض المتوسط) ولا سيما في إيطاليا حيث بدأ ذلك في الباليوسين.