ما هي فائدة المستحاثات (الأحافير)؟

اقرأ في هذا المقال


فائدة المستحاثات (الأحافير):

إن علم المستحاثات هو العضد الإلزامي لعلم التطبق لأنه يقدم لهذا العلم المقياس التاريخي الدقيق الذي لولاه لما وجد هذا العلم المذكور، وهنا لا حاجة لدراسة مستحاثات جيدة الحفظ، بل تكفي كسرات بسيطة حاوية على صفات تمييزية في أكثر الأحيان لإعطاء معلومات تطبيقية هامة، فعندما ندرس في منطقة معينة تعاقب الطبقات والمستحاثات التي تضمها نستطيع أن ندرك أن المستحاثات ليست جميعها متماثلة وأنها إذا ما تشابهت في طبقة معينة في أنواع كبرى، فإنها تتباين غالباً في الطبقات المتعاقبة.
ونستطيع أن نميز بين منطقة معينة بواسطة بعض المستحاثات، وحتى في حالة فقدان كل تحديد دقيق لهذه المستحاثات، تبين أن توزع المستحاثات هذا قد نصادفه على مساحات كبيرة وقد يفيدنا في تصنيف تعاقب الطبقات الملحوظة في منطقة مجاورة، وبذلك يمكن إقامة التوازي بين الصخور ولا سيما إذا لم تتعرض طبيعة الطبقات وسحنتها للتغيير، وبالواقع تستطيع بعض التعديلات في السحنة أن تؤدي إلى تبدلات في المستحاثات.
كما أن بعض الأنواع التي تسمى ذات الانتشار العمومي تستطيع أن تترك بقاياها فتقدم بذلك خدمات كثيرة من أجل إقامة تاريخات عن بعد، لكن ليست جميع المستحاثات مفيدة على سطح الأرض، ومن وجهة النظر هذه يجب التمييز بين المستحاثات الجيدة وبين المستحاثات الرديئة ومستحاثات السحنة، فالمستحاثات الجيدة التي لا تزال تسمى بالمستحاثات المميزة، هي التي تكون فترة وجودها قصيرة والتي تظهر وتختفي في عصر جيولوجي (مثل عصر الديفوني)، أو التي كان وجودها متطاولاً ولكنه غني بالتغيرات.
ومن بين المستحاثات فإن أفضلها هي التي كانت قادرة على التنقل بسرعة كالسابحات الجيدة مثل الأمونيات والفقاريات العدّاءة، وعلى أن تحتاج في وقت معين رقعة كبيرة بحرية أو قارية تبعثرت فوقها بقاياها، وقد قام علم تطبق العصر الثاني على مناطق انتشار الأمونيات، كما تعتبر الثديات كالمستحاثات ثمينة بالنسبة لدراسة الثالثي، أما المستحاثات الرديئة فهي على العكس تلك التي استمرت دون تغيير يستحق الذكر عبر العصور مثل اللنغولات الكامبرية التي تختلف كثيراً عن الأنواع الحالية.
وأخيراً قد تعتبر مستحاثات السحنة تلك التي يتحدد وجودها بمجموعة من العوامل الجغرافية والبيولوجية الخاصة، وهكذا فإن المدخنات لا تستطيع العيش إلّا في شرائط معينة على عمق لا يتجاوز 60 متر في مياه قليلة الحركة وحارة نسبياً (السحنة الرصيفية).


شارك المقالة: