نبذة عن تشكل الأرض:
إن النظريات العلمية نصت على آلية نشوء الأرض، حيث أنها بدأت منذ بدء تكونها حتى بردت وحدث لها تصلب ومرت في مراحل كثيرة، أي أن الأرض انفصلت على هيئة حلقة من السديم وتجمعت فيها دقائق من الغبار والغازات لتشكل كتلة صلبة ولا تملك غلاف غازي حولها، وارتفعت درجة حرارة الحلقة السديمية مما تسبب في انفصالها وإعادة ترتيب مكوناتها بالاعتماد على الكثافة النوعية للمواد، أي أن الأكثر كثافة يكون إلى الداخل والأخف إلى الخارج وقد نتج من هذا التكوين غازات وأبخرة كانت تحيط بكوكب الأرض لتكون غلاف غازي وفيه بخار الماء.
ومن بعد أن بردت الأرض وتكاثفت أبخرة الماء لتكون على شكل أمطار ثم تسقط على سطحها، ثم من بعد ذلك برزت الأرض شكل جزر بركانية متباعدة ثم تقاربت بسبب عوامل الحت والتعرية واستمرت بعد ذلك عمليات البركنة، وتمايزت القشرة الأرضية ثم أدى إلى ظهور مادة غنية بالسيليكا في الخارج، وأما المادة الأثقل فقد ظهرت في الداخل، ومن ثم وبسبب ذلك نشأ نوعان من الصخور وهما الصخور الحمضية التي تكون غنية بالسيليكا (سيليكات حمضية وتعرف بسيليكات الألمنيوم أو سيال) حيث تتشكل منها صخور الجرانيت.
والنوع الآخر من الصخور هي الصخور القاعدية التي تكون غنية بالمغنيسيوم والحديد (سيليكات قاعدية وهي سيما أو سيليكات الماغنيسيوم)، وفيما بعد يتشكل منها صخور البازلت، ومن بعد ذلك تأثرت الأرض بفعل قوى كثيرة تسببت في تمزقها ونتج عن ذلك القارات والمحيطات والجبال والتضاريس المختلفة ثم تهيأت لاستقبال الحياة في الماء واليابس على سطحها.
شكل الأرض وقياساتها:
إن الأرض تشبه في شكلها مجسماً كروياً غير مكتمل تقريباً وهي تكون مفلطحة عند القطبين، ويبلغ نصف قطر الدائرة التي تمر من خط الإستواء حوالي 6378 كيلو متر، كما أن نصف قطرالدائرة التي بالقطبين يساوي 6357 كيلو متر (يكون الفرق بينهما 21 كيلو متر)، ومحيط الكرة عند خط الإستواء يبلغ 40079 كيلو متر، كما يتكون سطح الأرض من يابسة وبحار ومحيطات، حيث أن نسبة اليابسة حوالي 29% من مساحة السطح ونسبة البحار تكون 71%.
والمسافة بين أعلى نقطة فيها (قمة إفرست وترتفع حوالي 8.848 متر) وبين أعمق نقطة معروفة في قاع المحيط (تكون بالقرب من جزيرة الفليبين وتنخفض بمقدار 11.33 متر) هي 20 كيلو متر ويكون معدل كثافة الأرض 5.5 غم/سم مكعب كما أن الأرض تبتعد عن الشمس بمقدار 148.808 مليون كيلو متر.