مبادئ مضاهاة الوحدات الصخرية

اقرأ في هذا المقال


ما هي مبادئ مضاهاة الوحدات الصخرية؟

إن المضاهاة الطبقية تعني توضيح المساواة بين الوحدات الصخرية الطبقية، لقد كانت فكرة المساواة (هي التساوي في العمر الجيولوجي) الفكرة الراسخة عند جيل من علماء الأرض الذين تم تدريبهم على الاعتقاد أن المجاميع المستحاثية تحدها سطوح متزامنة.
هذه الفكرة لا زالت شائعة بين العديد من الجيولوجيين في شتى انحاء العالم، إلا أن انتشار فكرة التمييز بين وحدات صخرية مستقلة وبين وحدات طبقية حياتية ووحدات طبقية زمنية جعلت هذه المساواة قد تفسر أو تدرج على أساس صخري وتكويني أو على أساس مستحاثي أو على أساس زمني كرونولوجي، وعليه فإن المضاهاة ومبادئها قد تستعمل من أجل وصف مساواة صخرية أو مستحاثية أو زمنية.
إن المضاهاة هي عبارة عن عملية أساسية من عمليات البحث الطبقي وهي عادة تستغرق جزئاً مهماً من وقت عالم الطبقات وجهده، فبدون المضاهاة قد تصبح عملية إيجاد العلاقات بين السحنات المختلفة وغيرها من العلاقات لا معنى لها وإن التحليل الطبقي العقلاني قد يكون مستحيلاً أيضاً.
الوحدات اللثولوجية أو كما تسمى الوحدات الصخرية هي أجسام صخرية تعرف وتحدد وفق أسس صخرية ملموسة وموضوعة، ويتم تحديد وتخطيط تتابع عمودي من خلال سطوح فاصلة بين الصفات الصخرية المختلفة أو بانقطاع استمرارية الترسب أو من خلال ظهور طبقات دالة ومفتاحية (ولا تظهر الطبقات الدالة إلا في بعض الحالات فقط).
إن التقدم التقني الواسع والسريع جعل الأسس الموضوعية تتعدد وتتنوع مما يضع تحت تصرف عالم الطبقات العديد من الأسس الملموسة والتفريق بين الوحدات الصخرية، وبالإضافة إلى ما يمكن ملاحظته وقياسه في الحقل تم اضافة بعض الأسس والأساليب المختبرية والتحت سطحية.
تعرف الوحدات النظامية الرسمية (formal unit) بأنها التكوين والعضو والمجمع وغيرها من الوحدات التي عالجها القانون، وهذه الوحدات تتميز بامكانية رسمها وتمثيلها على الخرائط بالإضافة إلى استمراريتها في إظهار صفات معينة ومحددة مثل نوع الصخور المكونة لها.
إن الوحدات الشبيهة بالطبقية (الوحدات الباراستوتيغرافية) تشمل العديد من الطبقات غير النظامية المحددة بأساليب موضوعية لكن لا يمكن تمثيلها على الخريطة، حيث إنها قد لا تستمر أو تتجانس لمسافات واسعة، ويتم تحديد هذه الوحدات على أساس صفات معينة لهذه الطبقات، أي تلك الصفات التي لا تعتبر أساساً لتعيين وتحديد وحدات صخرية نظامية مثل المحتوى من المعادن الثقيلة أو البقايا غير الذائبة.
وأيضاً يتم تحديد الوحدات على أساس صفات غير مباشرة مثل قابليتها على تمرير التذبذبات الصوتية أو عكس أو كسر الموجات الزلزالية أو سلوكها عند مرور تيار كهربائي، إن هذه الوحدات في الوقت الحاضر تلعب دوراً مهماً في دراسة وتحليل الأوضاع الطبقية في العديد من الأحواض الرسوبية.

طرق مضاهاة الوحدات الصخرية:

إن عملية بناء شبكة المضاهاة السطحية أو تحت السطحية تعتمد على مسح الاستمرارية الجانبية والتشخيص التكويني الصخري بالإضافة إلى وضع الطبقات في تتابع وعلاقات التركيبية الصخرية، إن العمل على تتبع الطبقات أو تتبع آثارها مثل نوع سطوح التعرية أو نوع التربة أو نوع النباتات هو من أسهل الأساليب في رسم الحرائط الطبقية ومضاهاتها.
كما أن التعرف على طبقة معينة في الحقل من خلال صفاتها العامة يعتبر أسلوب معروف لدى الجيولوجي ويستعمله دائماً، فعلى سبيل المثال الطبقة الكلسية من أشهر الطبقات التي يمكن متابعتها في مكاشفها المختلفة لرسم خرائط طبقية أو لمضاهاة المقاطع، ومن أهم طرق مضاهاة الوحدات الصخرية ما يلي توضيحها:

  • وضع الطبقات الصخرية في تتابع: في الظروف الاعتيادية تأخذ كل وحدة صخرية مكانها بالنسبة للوحدات الصخرية التي تعلوها والتي تقع أسفلها، وعندما يوضع التتابع الطبقي لمنطقة ما فإن التتابع بحد ذاته يصبح وسيلة مضاهاة أساسية، لكن عندما يكون المحتوى الصخري لوحده صخرية ما غير مميز لدرجة كافية بأن يسمح بالمضاهاة من مكان لآخر فإن مكان هذه الوحدة في تتابع طبقي محلي قد يكون الطريق الوحيد للمضاهاة.
    من الممكن أن يتواجد في أي منطقة تحت الدراسة ثلاثة أنواع من الوحدات الصخرية الكلسية، والتشابه في المكونات الصخرية قد تكون مانعاً لمضاهاتها في مقاطع معزولة، كما أن احتمالية أن تكون علاقة كل وحدة كلسية هي نفسها مع طبقات أخرى في التتابع هي احمالية بعيدة جداً، فمن الممكن أن تكون أحد هذه الوحدات الكلسية مستقراً فوق طبقة من الغضار ويعلوه حجر رملي.
  • العلاقات التركيبية: بالإضافة إلى علاقة الوحدات الصخرية بالنسبة للوحدات التي تعلوها والتي تقع أسفلها فإن الوحدات الصخرية قد تكون لها علاقات ثابتة موضعية بالنسبة لبعض المظاهر مثل سطوح عدم التوافق والطيات الحدبية والصدوع والفعاليات النارية وتأثيرات التغير الصخري.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: