اقرأ في هذا المقال
بشكل عام يعتبر الغاز الطبيعي مورداً رئيسياً لإمدادات الطاقة العالمية ويخدم العديد من العمليات، حيث يرتبط كل مسار من مسارات استخدام الغاز الطبيعي أو تحقيق الدخل منه سواء كان ذلك لبعض المنتجات ذات القيمة المضافة أو استخدامه كوقود بكمية الانبعاثات والتكلفة المنخفضة، ونظراً لأن الغاز الطبيعي صديق للبيئة نسيباً مقارنة بمصادر الوقود الأخرى مثل الفحم والنفط فيمكن أن تتطور تقنيات استخراج الغاز الطبيعي ليصبح مصدر طاقة مهم في المستقبل.
ما هو الغاز الطبيعي؟
هو عبارة عن مزيج طبيعي من الغازات وخاصة الميثان، حيث يتشكل الغاز الطبيعي عندما تتعرض طبقات المواد النباتية والحيوانية المتحللة للحرارة الشديدة والضغط تحت سطح الأرض على مدى ملايين السنين، ويوجد الغاز الطبيعي في التكوينات الصخرية (أحياناً بمفرده وأحياناً بجانب النفط)، كما يوجد الغاز الطبيعي أيضاً في خزانات ضخمة تسمى الأحواض الرسوبية.
الاتجاهات الاقتصادية المستقبلية للغاز الطبيعي:
- ارتفاع مستويات المعيشة يعني زيادة الاستهلاك: بحلول عام 2040 من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.2 مليار شخص مقارنة بـ 7.8 مليار اليوم، وبين عامي 2020 و2040 سيتضاعف الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وإن ارتفاع الدخل قد يعني زيادة الاستهلاك حيث يحتاج الأعضاء الجدد من الطبقة الوسطى إلى مزيد من الطاقة لتشغيل التطبيقات من الإضاءة إلى الأجهزة المنزلية والتجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية، وكل هذه تتطلب طاقة للإنتاج والنقل، وهي طاقة سيزودها الغاز الطبيعي أكثر فأكثر.
- سوف يستهلك العالم المزيد من الطاقة: تزداد الحاجة إلى طاقة آمنة ونظيفة وموثوقة ومعقولة التكلفة بشكل كبير، وحتى مع تحقيق مكاسب كبيرة في الكفاءة من المرجح أن يزيد الطلب العالمي على الطاقة بنحو حوالي 25 في المائة بحلول عام 2040، وهنا ستشهد الطاقة المتجددة والنووية نمواً قوياً، حيث أنها ستساهم بما يقرب من 40 في المائة من إمدادات الطاقة الإضافية لتلبية هذا النمو في الطلب، ومع ذلك سيستمر الغاز الطبيعي أيضاً في توفير حوالي 55 في المائة من احتياجات الطاقة في العالم حتى عام 2040.
- الغاز الطبيعي هو مورد محلي لأغلب دول العالم: مع احتمال ارتفاع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنسبة حوالي 50% بين عامي 2020 و 2040 فإن إمداد الأسواق سيكون تحدياً، حيث سيتم شحن بعض الغاز الطبيعي عبر المحيطات على شكل غاز طبيعي مسال، وسيتم أيضاً نقل بعضها عبر شبكات خطوط الأنابيب الإقليمية الكبيرة، ومع ذلك سيتم إنتاج معظمها محلياً، مما قد يساعد على ضمان طاقة موثوقة وبأسعار معقولة لدعم الازدهار الاقتصادي واسع النطاق وآلاف الوظائف ذات الأجر الجيد.
- سيتم استخدام الغاز الطبيعي لتوليد نسبة أكبر من الكهرباء في المستقبل: وفقاً للتوقعات بحلول عام 2040 سيتم توليد حوالي 30 في المائة من كهرباء العالم من الغاز الطبيعي، وأن تحفيز التحول هو عدد من العوامل بما في ذلك: أمن الطاقة وتكلفة الوقود ومخاوف الانبعاثات، فعلى سبيل المثال في الولايات المتحدة أظهر تقرير عام 2017 الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أنه حتى نهاية عام 2017 استمر الغاز الطبيعي في كونه مصدر الطاقة الرئيسي لتوليد الكهرباء في البلاد، وإن توفير طاقة موثوقة وبأسعار معقولة لدعم الرخاء وتحسين مستويات المعيشة يقترن بالحاجة إلى القيام بذلك بطرق تقلل من الآثار على البيئة بما في ذلك مخاطر تغير المناخ.
مستقبل الغاز الطبيعي
بشكل عام من المتوقع أن يصبح الغاز الطبيعي وقوداً أكثر انتشاراً في القرن الحادي والعشرين لأن الاقتصاد العالمي آخذ في التوسع، وإن الطاقة هي المحرك الرئيسي في قصة النجاح الاقتصادي هذه، وهذا صحيح بشكل خاص عبر أجزاء كبيرة من آسيا والصين، ويشعل هذا التوسع الاقتصادي استهلاكاً غير مسبوق للطاقة، حيث يعمل الناس على تحسين منازلهم وصحتهم وسلامتهم وتمكينهم من تحقيق إمكاناتهم.