ما هي مشاريع التعدين الصناعية؟
إن التوسع السكاني العالمي الكبير وزيادة حجم الحاجة البشرية والحضارية إلى مختلف المواد أدت إلى زيادة الطلب على إنتاج المعادن بمختلف أنواعها، وفي الوقت نفسه أصبح النقيب عن المعادن أكثر صعوبة وتعقيداً، إذ توجه العمل إلى البحث والتنقيب عن الخامات والترسبات المعدنية تحت السطحية البعيدة والمعقدة ذات التركيز القليلة بعد نفاذ واستهلاك معظم الخامات السطحية ذات النوعيات الجيدة، ظهرت الحاجة إلى استخدام وسائل وتقنيات حديثة وإلى تطوير المعرفة العلمية والفنية لغرض الإسراع بالكشف عن خامات ومعادن جديدة واستغلالها بشكل اقتصادي لسد الطلب المتزايد على المعادن ولضمان تجهيز كاف للمعادن في المستقبل.
هذه أدت إلى تطوير علم الجيولوجيا التطبيقية وعلم التعدين والذي أدى إلى تطوير المهارات وكفاءات المختصين في الجيولوجيا الاقتصادية وجيولوجيا المناجم، وبالتالي تطوير أنماط التفكير والاستنتاج العلمي والمنطقي لدراسة الترسبات المعدنيةتحت سطح الأرض بصورة موازية لتطوير الدراسات في البحث عن الخامات بالطرق الجيوفيزيائية والجيوكيميائية والعمل الحقلي، من المعلوم أن الخامات في الطبيعة تتواجد بأنواع وأشكال وتراكيز متباينة وبشكل واسع جداً، وكل نوع من هذه الخامات يمتلك خصائص ومميزات معينة تختلف عن الخامات الأخرى فيجب أخذها بنظر الاعتبار عند إجراء عمليات البحث والتحري عن هذه الخامات.
إذ يجب دراسة طبيعة تواجدها وأصل تكونها وظهورها ومعرفة طبيعة التركيز المعدنية المصاحبة لها، وبالتالي إيجاد الطرق والوسائل المناسبة لتتبع ودراسة وتقييم هذه الخدمات، إن المعلومات الجيولوجية المتوفرة عن الترسبات المعدنية والعمليات الاستكشافية الفنية والمعرفة العلمية هي التي توجه طرق العمل والبحث عن التراكيز المعدنية ذات الاهتمام الصناعي، كما أن المراحل الأولية لهذه العمليات هي وضع برنامج تشكل النمذجة الجزء الأساسي منه التي يمكن أن نستنتج منها نوعية وامتدادات وحجم الجسم المعدني، وبعدها يتعدى ذلك إلى اختيار المسلك التكنولوجي والفني الذي يتم به استخلاص المعادن ذات القيمة الاقتصادية.
إن المتغرات الجيولوجية في بعض الأحيان توضح أصل نشوء وتكوين الترسبات المعدنية التي تحتاج إلى إجراء دراسات تفصيلية أكثر دقة لتتبع ومعرفة درجة توزيع تراكيز المعادن عندما تتواجد بصورة عشوائية، وهذه العوامل هي التي تؤثر على مسار المشاريع التعدينية أثناء عمليات التخطيط والبناء، كما أن عمليات الاستكشاف المعدني والتنقيب الجيولوجي يتم تنفيذها على عدة مراحل تبدأ من أول خطوة وهي الدراسات الجيولوجية السابقة ثم العمل الحقلي الذي يقود إلى اكتشاف الخامات والترسبات المعدنية وتنتهي بانتهاء عمليات الاستخراج والقلع للخام في كل مرحلة.
