اقرأ في هذا المقال
اشتهر ابن خلدون في زمانه بشكلٍ كبير وواضح، كما أنّه كان له دور كبير في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية، إضافةً إلى حياته التي كانت مليئة بالأشغال والأعمال التي قدّمها، حيث يُعدّ ابن خلدون واحداً من أهم وأشهر العلماء التاريخين الذين بزغوا في سماء الدولة الإسلامية.
شخصية ابن خلدون
كانت شخصية ابن خلدون من أهم الشخصيات وأكثرها عراقة وتميّز، حيث تجمعت في شخصيته كل الأمور والعناصر الأساسية سواء كانت نظرية أو عملية والتي جعلت منّه مؤرخاً حقيقيّاً صاحب فكرة ورأي مشهوداً به، كما أنّه كان صاحب روح جماعية لها تأثيراً كبيراً على كل من عاصره.
بذل ابن خلدون العديد من الدراسات والأبحاث التي بيّن فيها كل الأمور المُتعلقة بالوقائع والأحداث التاريخية، والتي حاول من خلال تقديمها الوصول إلى أعلى درجات التقدم والازدهار لنفسه ودولته، كما أنّه قدّم أبحاثٍ جغرافية عريقة امتدت من مسقط رأسه في تونس وصولاً إلى بلاد الشام.
تمكّن ابن خلدون من توضيح أهم الوقائع والأحداث التاريخية التي كانت من وجهة نظره لا تحدث بمجرد الصدفة، أو تحت تأثير قوةٍ خارجية مجهولة، بل استطاع أن يتوصل إلى السبب الرئيسي لوقوع تلك الأحداث، والذي توصل إليه بعد دراساتٍ عديدة أنّ تلك الأحداث ما هي إلى نتيجةً لعوامل كامنة حدّثت داخل المُجتمعات الإنسانية والتي كان للإنسان دوراً رئيسياً فيها.
أهم الأعمال والمناصب التي تولاها ابن خلدون
- تولى ابن خلدون في أول حياته أول مهمة رسمية وُكّلت إليه والتي تتمثّل في كتابة العلامة في المراسيم ومخاطبة السلاطين.
- قام السلطان أبي عنان بتوجيه مهمةً رسمية لابن خلدون وهي القيام بكتابة كل الأمور والأحداث التي تتعلّق به؛ وذلك لمكانة ابن خلدون العلمية، إضافةً إلى قدرته على مُجالسة أهل العلم في كل المجالس والندوات التي كان يحضرها.
- تم توجيه مهنةً جديدة لابن خلدون في حوالي عام”760″ للهجرة وهي الكتابة عن السلطان أبي سالم في السر والإنشاء، حيث طلب السلطان من ابن خلدون هذه المهنة بعدما ساعده في استرداد ملكه، إضافةً إلى مكانة ابن خلدون ومهارته في كتابة رسائل السلاطين وسعة علمه وبلاغته.
- تولى ابن خلدون مُهمة القضاء بين الناس، وإقامة العدل ونصرة المظلوم وإعطاء كل ذي حقٍ حقه.
- عمل ابن خلدون حاجباً لإحدى السلاطين المعروفين في مدينة الأندلس، حيث كانت هذه المُهمة أولى المناصب التي وُكلت إليه بشكلٍ خاص في الأندلس.
- تم تعيين ابن خلدون سفيراً في مدينة المغرب؛ وذلك نظراً لعلاقته الطيبة مع أهلها، كما أنّه كان سفيراً للسلطان أبي حمو في منطقة الدوادة؛ لقيامه بتوطيد العلاقة بين السلطان وأهل تلك المنطقة.
- تم إرسال ابن خلدون إلى ملك قشتالة وذلك تنفيذاً لطلب السلطان أبو عبد الله الأحمر؛ لإقامة الصلح بينهما، حتى نجح في تحقيق ذلك.
- تولى ابن خلدون مهمة القضاء الخاص بالمالكية في الجمهورية العربية المصرية؛ وذلك لما يمتلكه ابن خلدون من معرفة وعلوم.
- عمل ابن خلدون في التدريس لفتراتٍ طويلة، حيث كان مُدرساً في جامع الأزهر، ومن ثم انتقل إلى مدرسة القمحية بأمرٍ من صلاح الدين.
أهم إنجازات ابن خلدون
- يُعدّ ابن خلدون واحداً من أهم وأشهر العلماء الذين توصلوا إلى فكرة الشبه الكبير بين الإنسان والقرد، حيث وصف هذا الشبه في كتابه” مقدمة ابن خلدون”، والذي يقول فيه:” ثم انظر إلى عالم التكوين كيف تكوّن وابتدأ، بدءاً من المعادن ثم النبات وانتهاء بالحيوان… إلى آخر الحديث”.
- كان ابن خلدون من أوائل العلماء الذين توصلوا إلى أنّ فكرة ومفهوم الفلسفة تم استحداثه من مبدأ انتشار العمران، كما أنّ هذا المفهوم هو من أكثر المفاهيم المُتداولة في تلك المُدن.
- قدّم ابن خلدون إسهاماتٍ واضحة ومُميزة في علم التربية الذي لم يكن يُعرف في زمانه كعلمٍ مُستقل، ومن أهم تلك الإسهامات أنّه توصّل إلى فكرة أنّ العلم بالأساس ينقسم إلى قسمين وهما علم نقلي وعلم عقلي، كما أنّه وضّح أنّه هناك تدّرج في مبدأ التعليم وأساسياته، إلى جانب إسهاماته في البدء بالمحسوسات والتدرج وصولاً إلى ما يُعرف بالملموسات.
منهج ابن خلدون
بدأ ابن خلدون في دراساته بالتركيز على مبادئ وأساسيات مُحددة، فمثلاً كان منهجه في تحليل الظواهر الاجتماعية التي تدور حوله قائماً على أساس ضرورة معرفة العلاقة بين الأسباب والمُسببات مع وجوب الربط بين كل منها، إضافةً إلى ذلك فقد كان منهج ابن خلدون في وضعه للقوانين والأفكار قائماً على أساس الملاحظة والتحليل والتفكير.
أمّا منهج ابن خلدون في تحليل الظواهر الاقتصادية فقد كان يعتمد بشكلٍ رئيسي على استخدام الأدوات نفسها التي تُستخدم في القضايا الاجتماعية، مع ضرورة اعتماد بعض الأساليب والأدوات المُختلفة كدراسة الوقائع والأحداث الاجتماعية، إضافةً إلى اعتماده على طبيعة الروابط القائمة بين كل من الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هذا وقد اعتمد أيضاً على الربط بين السلوك الإنساني والظواهر الاقتصادية المُحيطة بالبيئة.