اللون الأزرق من أعمق الألوان، يدخله النظر دون آية عوائق، ويسرح في إلى ما لا نهاية، ويعتبر لون أثيري، الأكثر تجريداً من بين الألوان، وتقدمه الطبيعة بشكل عام كمظهر للشفافية، للفراغ المتراكم، فراغ الهواء، وفراغ الكريستال أو الماس، وهو الأبرد بين الألوان، والأنقى، ومن صفاته الأساسية هذه تصدر مجموعة استعمالاته الرمزية.
والجسم المطلي باللون الأزرق يبدو أصغر حجماً والحائط الملون بالأزرق لا يبدو حائطاً، كما تضيع الحركات والأصوات والأشكال في اللون الأزرق، وتغرق فيه كالعصفور في السماء، ويزيل الطابع المادي عن كل ما يمسك به، وهو طريق اللانهاية، حيث يصبح الحقيقي خيالياً، كما أنّ الدخول إلى اللون الأزرق يشبه قليلاً أليس في بلاد العجائب، والدخول من الجهة الأُخرى في المرآة بالطريقة الصحيحة.
أهمية اللون الأزرق:
يعتبر اللون الأزرق الفاتح لون الأوهام وأحلام اليقظة، وعندما يغمق، وهذا ما يطابق نزوعه الطبيعي، ويصبح طريق الحلم، كما تترك الفكرة الواعية المكان شيئاً فشيئاً للفكرة اللاواعية تماماً، كما يتحول ضوء النهار قليلاً ليصبح ضوء الليل، والأزرق النيلي.
كما يقال أيضاً عن المصريين أنهم كانوا يعتبرون اللون الأزرق لون الحقيقة، حيث كانوا يحبون ارتداءه على الملابس بطريقة جميلة، كما كان يعتبر لديهم العتبة التي تفصل الإنسان عن الذين يحكمونه، وعن الحياه الثانية وعن مصيره، حيث كانوا يرتدون زي أزرق اللون عند تحديد مصيرهم.
كما أنّ اللون الأزرق والأبيض لونان متحدان، ويتوحدان في كثير من الملابس أثناء عملية تنسيقهما بالطريقة الصحيحة، حيث أنه عند تناسق اللون الأزرق مع لون آخر، يجب إضافة الألوان الفاتحة له؛ وذلك لأنه يعطيه الجمالية والأناقة عند ارتداءه بالطريقة الصحيحة.
كما يعملون على إضافة اللون الأزرق إلى اللون الكحلي مما يعطيه جمالية وهدوء أثناء ارتداءه، حيث توجد عملية دمج الألوان الغامقة مع اللون الأزرق، فيمكن أن نرتدي فستان أزرق مع شال كحلي غامق، مما يعطيه أناقة ورزانة أثناء ارتداءه، كما يمكن إضافة الخطوط الطولية على الملابس مما توحي إلى الزيادة في الطول، وإضافة الخطوط العرضية للون الأزرق توحي إلى الزيادة في الحجم عند ارتداءه بالطريقة الصحيحة.