تطور الأزياء عبر العصور:
إنّ التغيرات الكبيرة التي حدثت خلال تاريخ الموضة عبر العصور شيء يتحدث مع الزمان، سواء كانت الموضة في الملابس أو الأثاث أو مختلف الأشياء التي يستخدمها الإنسان. فسبحان الله جعل الملابس من الرزق لأنها تستر عورات الإنسان حتى في الجنة ذكر الله الملابس .
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)}. صدق الله العظيم. (سورة الكهف: الآيات 30- 31).
العصر الحجري القديم:
كان الإنسان البدائي يبحث عما يأويه من البرد القارس وحرارة الشمس، فبدأ بأوراق النباتات وأوراق الشجر حيث كان يصنع منه ما يحميه من العوامل الجوية. ثم بدأو بعظام الحيوانات، الجلود، الفراء، الريش، الأعشاب. كانت الملابس الأولى من ضمن الطبيعة فقد كانو يكتفون بوضعها على أجسادهم كما هي أو يعلقونها أو يربطونها حتى جاء التطور المهم في أواخر العصر الحجري
العصور الوسطى:
مع مرور الوقت بدأ الإنسان بالتطور حتى وصل الى صنع الأقمشة والحرير والستان، وفي هذا العصر تحولت أهداف الموضة إلى ظهور الرفاهية. وعندما بدأ الإنسان بالتجوال والسفر عبر البحار والأنهار والبر بدأ في تقليد حوله من الملابس، وأصبحت تأتي الموضة مع مدار السنين من اختلاف الجنسيات.
وتطورت في إدخال الأنسجة والحياكة، ثم بدأت الألوان تأخذ بالتنوع، من ناحية اجتماعية اعتبر اللباس هي الوسيلة الأساسية في أوروبا لتتميز ما بين الطبقات النبلاء، الأروستقراطية، الفرسان، كبار الإقطاعيين من ثم لسائر العامة والفلاحين.
وعند حلول القرن التاسع عشر أصبحت فرنسا هي عاصمة الموضة والأناقة في العالم. حيث تطورت ماكينات الخياطة وتطورت معها صناعة الأنسجة بشكل متسارع وفي تلك الفترة بدأوا بإنتاج الملابس بكميات كبيرة. لجأت بريطانيا إلى توسع مستعمراتها بغرض زيادة وتوفر محاصيل القطن وذلك لتصدير الملابس الفائضة المنتجة في مصانعهم.
القرن العشرين:
في هذا القرن تطوّر عالم الأزياء والموضة في فرنسا وظهرت أول مجلًة عام (1912)، وهي مجلة تدعى “بون تون”. فكانت فرنسا (باريس تحديداً)هي الحاضنة الأساسية لتصاميم الأزياء، وانتشرت فيها الدور التصميم وظهرت فيها عروض الأزياء وكان من أهم الزوار لتلك الأماكن هم ممثلات السينما، وزوجات وبنات من كبار الصناعيين. عتبرت باريس في تلك الفترة عاصمة دور الأزياء والتصاميم.
ظهور العلامات التجارية:
خلال القرن التاسع عشر كان التطوّر الملحوظ في صناعة الملابس ثم تحولة إلى سلع رأسمالية. كان أول ظهور العلامات التجارية عام (1858) تحت يد المصمم العالمي “تشارلز وورث”هو المصمم من أصل إنجليزي المقيم في باريس في تلك الفترة. حيث خاط “وورث”علامته التجارية باسمة على الثياب التي صممها.
ثورة الحياكة:
عندما تمكن الإنسان من استخلاص واستخراج الخيوط من النباتات ليتمكن من تفصيلها كما يريد، وهذا يعتبر هو بداية التحول تاريخي في الملابس البشرية. هذه الملابس عثرعليها في إحدى الكهوف قبل الميلاد حوالي (34,000) كانت عبارة عن ألياف بعدة ألوان مصنوعة من الكتان، فهذا يعتبر هو أول الأدلة على تطوّر الحياكة والنسيج.
توثيق ظهور الموضة:
قامت نقوش الحضارات القديمة بتوثيق ظهور الموضة، حيث تميز الفراعنة بالقطن الخفيف على عكس الإغريقين بملابسهم الطويلة من الصوف السميك. من ثم جاء اليونايين واعتلوا عرش الموضة، بحيث كانو يلفون القماش بطريقة تعكس المستوى الاجتماعي للذون يرتدونها. مع هجرة البشر باتجاه الشمال بذلك تغيرت أساليب اللباس، توجهت النساء في تلك الزمن نحو الملابس الاكثر دفئاً بينما اكتفى الرجال بالدروع وملابس الأعمال.
انتشار الأزياء حول العالم:
منذ هذه العصور بدأت تأخذ الأزياء وضعها كشيء ضروري للإنسان لا يستطيع الاستغناء عنها ومجالها اتسع حتى أصبح لها خبراء في الأزياء وتبادل الخبرات في صنع الملابس ومع تطور في سرعة التنقل بين البلاد، بدأ مجال الموضة ينتشر بشكل أسرع من العصور الأولى عبر الزمان فأصبحت الموضة حديثة التنقل بشكل عام بين بلدان العالم وعبر وكالات الإعلام والتواصل الإجتماعي.