استراتيجيات مواجهة الفساد المالي والإداري
إن الفساد ليس مرتبطاً بمجتمع معين أو دولة بعينها، بل هو ظاهرة عالمية تشكو منها جميع الدول بسبب ضررها على الأمن الاجتماعي والنمو الاقتصادي والأداء المالي والإداري هي الصيغة المناسبة. الفساد هو “إساءة استخدام المنصب أو السلطة للحصول على مزايا أو منحها، للحصول على مكاسب مادية أو سلطة أو تأثير على حساب الآخرين”. إن مفهوم الفساد المالي والإداري واسع للغاية بحيث لا يمكن إدراجه في تعريف وقائي شامل، لذلك يُنظر إلى الفساد بعبارات عامة على أنه “قصور في شرف ومهنة العمل وفي القيم والمعتقدات” من قبل الشخص.” يمكن أن يشمل مصطلح الفساد الإداري عدة محاور منه:
1- يتجلى الفساد السياسي في شكل شعور دائم بالانحراف عن نهج معين لأدب جماعة أو حزب أو منظمة سياسية، أو بيع المبادئ المنصوص عليها في أدبيات المنظمة من الخيانة والتواطؤ والتقاعس والخضوع والجهل والضغط وما إلى ذلك لسبب أو أكثر ضد مجموعة الدول أو الإقليمية.
2- يشير الفساد الإداري إلى سلوك الموظفين العموميين المخالف للقوانين والأنظمة وضبط القيمة الشخصية في عملية أداء العمل، أي استغلال موظفي الدولة ومظاهر الفساد والانحرافات الإدارية أو الوظيفية التي تتجلى من خلال المنظمات. والسعي وراء المنافع والمصالح بوسائل غير مناسبة.
3- الفساد المالي ومظاهره والانحرافات المالية ومخالفات الأنظمة والقواعد القائمة لأجهزة الدولة (الإدارة) ومؤسساتها، ومخالفات الضوابط والتعليمات الرقابية المالية.
4- يتجلى الفساد الأخلاقي في الانحرافات الأخلاقية والأفعال الفردية التي لا يسيطر عليها الدين أو التقاليد أو العادات الاجتماعية المقبولة. وأما بالنسبة لموضوع (الفساد المالي والإداري) فقد تم تقديم عدة تعريفات منها: تُعرِّفه منظمة الشفافية الدولية على أنها (إساءة استخدام السلطة العامة لتحقيق مكاسب خاصة)، بينما وفقًا لصندوق النقد الدولي هي (علاقة معترف بها طويلة الأجل تهدف إلى إفادة شخص أو أشخاص من مثل هذا السلوك) مجموعات مرتبطة بالأفراد .
كما يعني الفساد المالي والإداري خلل في الأداء نتيجة أخطاء ونسيان وحرية وأخطاء وانحراف. وكما تم ذكر الفساد المالي والإداري على أنه درجة من التحيز المتعمد في أداء الأعمال المالية والإدارية الموكلة للأفراد ولكن التحيز المالي والإداري من قبل الموظفين خارج القانون والصلاحيات المفوضة لهم. وهذا الانحراف لا يرقى إلى مستوى الفساد المالي والإداري بسبب الإهمال والنية اللامبالية، بل هو انحراف يمكن أن يعاقب عليه القانون وإذا ترك دون معالجة، فقد يؤدي في النهاية إلى فساد مالي وإداري.
وفقًا لتقرير هيئة الشفافية والنزاهة الأول في عام 2000، تم تعريف الفساد المالي والإداري على أنه إساءة استخدام السلطة المرتبطة بمنصب معين لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة، بما في ذلك “نشر القرارات لتحقيق مكاسب شخصية بطريقة غير مشروعة وغير عادلة”.
أنواع الفساد المالي والإداري
- إساءة استعمال السلطة، على المستوى العام: تصدر القرارات لمصلحة فئة اجتماعية معينة وليس للصالح العام. وعلى الصعيد الشخصي: تحقيق المصالح الشخصية دون أي حقوق.
- عدم الشفافية في الإعلان عن ترسية العقود الحكومية.
- الأرباح غير المشروعة سواء: منح حقوق لغير أصحابها الشرعيين أو بالمخالفة للقوانين والأنظمة منح حقوق لغيرهم ليست من حقوقهم. والاستفادة من دورات العمل وتعطيل مصالح الناس من خلال إجبارهم على دفع أكثر من مبلغ محدد مسبقًا لإنجاز العمل الإداري.
- الإهمال واللامبالاة وعدم حماية الممتلكات العامة وسوء إدارة الموارد الوطنية يصنف الشمري الفساد الإداري إلى أربع فئات هي:
1. يشير الانحراف التنظيمي إلى الانتهاكات المتعلقة بشكل أساسي بالعمل التي تحدث عندما يؤدي الموظفون مسؤولياتهم الوظيفية.
2. عدم احترام العمل، ومن الأمثلة على ذلك: الوصول في وقت متأخر من الصباح، المغادرة قبل ساعات العمل الرسمية، النظر فقط إلى ساعات العمل المتبقية وليس الإنتاجية.
3.رفض الموظف أداء العمل المنوط به مثل عدم إتمام العمل بشكل صحيح
4. الكسل: من أشكاله الرغبة في الحصول على أعلى أجر بأقل جهد، أداء أقل قدر من العمل.
- عصيان أوامر وتعليمات الرؤساء، على سبيل المثال: العدوانية تجاه الرئيس، عصيان أوامر الرئيس، إيجاد طرق وأعذار لعدم اتباع أوامر الرئيس.
- القيام بأمور سلبية ومنه: اللامبالاة، الافتقار إلى الرأي، عدم الرغبة في التعاون، حيث يثبط العمل الجماعي، تجنب الاتصال الشخصي.
- الموظف غير مسئول ومنها: نقل المستندات من مستوى إداري إلى آخر، التهرب من التوقيعات غير المسؤولة.
- إفشاء أسرار العمل والانحرافات السلوكية، حيث تشير إلى الانتهاكات الإدارية المتعلقة بالسلوكيات الشخصية التي يرتكبها الموظفون ومن أهمها: عدم الحفاظ على الكرامة في العمل، في شكل واحد: انخراط الموظفين في سلوك غير لائق في العمل، مثل تعاطي المخدرات.
- انتشار المحسوبية، حيث يؤدي إلى شغل الوظائف العامة من قبل موظفين عموميين غير مؤهلين مما يؤثر على كفاءة تقديم الخدمات الإدارية وزيادة الإنتاج.
- الوساطة: يستخدم بعض الموظفين الوساطة كشكل من أشكال تبادل المنافع.
- الانحرافات المالية والتي تشير إلى المخالفات المالية والإدارية المتعلقة بإجراءات العمل الموكلة للموظفين، مثل المخالفات على النحو التالي:
1- مخالفة القواعد والأنظمة المالية الموضوعة داخل المنظمة.
2- المديونية، حيث يستخدم الموظف سلطة عمله للاستفادة من العمل المنوط به، أو لفرض جزاءات على أشخاص معينين أو لاستخدامه في أمور شخصية غير الواجبات الرسمية الموكلة إليهم من العمال والموظفين القوى العاملة الحكومية.
3- الإفراط في استخدام الأموال العامة وأشكالها: الاستخدام المفرط للممتلكات العامة في الأمور الشخصية وتبديد الأموال العامة والتنظيم والدعاية في الصحف والإعلان والنشر.
أنواع الفساد الإداري من حيث الانتشار
1. الفساد الصغير: يكون هذا النوع من الفساد بشكل خاص يعني على الصعيد الشخصي، حيث يرتكبه شخص واحد دون التنسيق مع غيره، فنراه ينتشر بين صغار الموظفين من خلال أخذ رشاوى من غيرهم.
2. الفساد الكبير: تخصيص مبالغ طائلة للدولة من قبل كبار المسؤولين والموظفين لمنفعة مادية أو اجتماعية هو الأهم والأكثر شمولاً وخطورة. وأما عن أنواع الفساد المنتشرة منها:
- الفساد الدولي: هذا النوع من الفساد يعبر حدود الدول وحتى القارات على نطاق عالمي من خلال فتح الحدود والمعابر الحدودية بين الدول، تحت مظلات ونظام اقتصادي حر. ترتبط المؤسسات الاقتصادية داخل الدولة وخارجها بالكيانات السياسية أو قيادتها، وتقدم مصالح اقتصادية نفعية يصعب فصلها، ولهذا السبب يعتبر هذا النوع من الفساد هو الأخطبوط الواسع النطاق الذي يبتلع الكيانات والاقتصادات ويعتبر أخطرها.
- الفساد المحلي: إنه واحد ينتشر داخل المؤسسات الاقتصادية والوظائف الثانوية في نفس البلد ومع الأشخاص الذين ليس لديهم صلات خارج الدولة (مع شركات أو كيانات كبرى أو عالمية).