الإرادة المنفردة بوصفها مصدر للالتزام في القانون المدني

اقرأ في هذا المقال


العقد هو اتفاق نافذ قانونيًا يتم التوصل إليه بإرادة الطرفين، وهو المصدر الأساسي للإرادة والمصدر العام للديون، وبالتالي فإن الإرادة المزدوجة للعارض والمتنازل له هي مصدر الالتزامات والمسؤولية التعاقدية، سواء كان العقد ملزمًا لكلا الطرفين أو لطرف واحد.

الإرادة المنفردة بوصفها مصدر للالتزام في القانون المدني

تعتبر الآثار القانونية التي يمكن أن تنتجها الوصية المنفصلة متنوعة يمكن للإرادة الشخصية أن تنقل حقوق الملكية مثل الوصية، ويمكنها أيضًا إلغاء حقوق الملكية، مثل التنازل عن حقوق الملكية، يمكن أن يكون لها أيضًا تأثير كاشف، ويمكن أن تلغي الوصية من جانب واحد جزءًا من العقد مثل عقد الوكالة، وعقد العمل لأجل غير مسمى وما إلى ذلك، ولا يمكن أن تنشئ إرادة الفرد في القانون التزامًا، لذلك لا يمكن للفرد أن يطيع إرادته الشخصية بموجب هذا القانون.

السبب في ذلك أن القانون يتعامل مع الوعد على أنه علاقة فردية بين شخصين أحدهما دائن والآخر مدين. ويمكن ملاحظة أن إنشاء الدين يتطلب وجود الدائنين والمدينين، ومنذ ذلك الحين كانت هناك نظريتان قانونيتان عن دور الإرادة الفردية في إنشاء الالتزامات إحداهما تقليدية والأخرى حديثة، حيث اتبع القانون المدني النظرية التقليدية، التي تتطلب وجود إرادتين وتوافقهما والاتفاق عليهما لإنتاج التزام، بينما اتبع القانون الألماني النظرية الحديثة، معترفاً بدور الإرادة الواحدة في خلق الالتزامات.

ويدعي فقهاء القانون أنه اكتشف في عام 1874 مصدرًا آخر للالتزام، وهو الإرادة الوحيدة للمدين، ويتناول أحدهما مفهوم الإرادة الفردية في النظرية التقليدية والحديثة، ويتناول القسم الآخر مفهوم الإرادة الفردية في الفقه الإسلامي والقانون المدني. والوصية الفردية هي وصية صنعها شخص واحد، على عكس عقد قائم على نفس الإرادة من قبل شخصين مختلفين.

والوصية الشخصية هي فعل قانوني انفرادي يمكن أن ينتج عنه آثار تشريعية متعددة، مثل تأسيس شخصية اعتبارية أو تبرع أو مؤسسة خاصة، ويمكنه أيضًا أن ينشئ حقوقًا عينية، كما في التنازل عن حقوق الارتفاق أو الرهون، ويمكنه تصحيح العقود التي يمكن إبطالها، كما هو الحال في التراخيص.

ينطبق العقد على حقوق الغير كالتصريحات، ويؤدي إلى إلغاء عقود معينة، كالوكالة والقرض والإيداع والشركة والإيجار والعمل، وبالإضافة إلى ذلك قد تؤدي الوصايا الغيابية إلى فقدان الحقوق الفردية أو إنهاء الالتزامات، مثل إبراء الذمة من الديون المستحقة. كل هذه البنود لا ريب فيها، ولكن يبقى الجدل حول ما إذا كانت الإرادة الشخصية يمكن أن تخلق واجبًا، بمعنى آخر ما إذا كانت الإرادة الشخصية يمكن أن تخلق واجبًا في مسؤولية صاحبها، وينشأ واجب الآخر من المسؤولية.

واستخدم المشرعون المدنيون في كثير من الحالات الإرادة الأحادية كمصدر للالتزامات، بما في ذلك إبراء الذمة من جانب الدائنين من طرف واحد، وهو حكم مستمد من الفقه الإسلامي، في حين أن القانون المدني لا ينص على إبراء الذمة من جانب واحد، إلا بالإرادة، والخلافات بين الدائنين والمدينين؛ لأنها لا تعترف بالإرادة الأحادية كمصدر للمطالبات.

والحقيقة أنه لا يوجد قانون أو اجتهاد قضائي يستبعد الإرادة الشخصية من أن تكون مصدر التزام عندما يكون من الضروري مراعاة الوصية التي تنبع قوتها من القانون وتنطبق عليها الأحكام المطبقة على العقود، إلا في حالة إرادتين متطابقتين تلك المرتبطة بالضرورة.

ومن أجل خلق الوعد من الآن فصاعدًا تنطبق أحكام المؤهلات وعيوب الموافقة والمكان والأسباب على الإرادة الشخصية كمصدر خاص للوعد؛ لأن قواعد القانون المدني، المتعلقة بصياغة العقود المدنية، هي في الواقع، المبادئ الشاملة لنظرية التصرف القانوني، بناءً لأحكام “القانون الجنائي” في ظل الظروف التي تنطبق فيها العقوبة على إرادة الفرد.

  • أولاً: لا يمتلك الفرد السلطة الكاملة لإنشاء الالتزامات، ولكن لديه القدرة على إنشاء التزامات ضمن النطاق الذي يحدده القانون، لذلك يتأثر بشكل كبير بتدخل المشرعين، مما يحد من قدرته على إنشاء الالتزامات.
  • ثانياً: للمشرعين السلطة الكاملة لخلق مجالات جديدة للالتزام حسب إرادتهم وتحديدها وتعيين خطواتها ونطاقها.
  • ثالثًا: تعتبر معظم التشريعات الجديدة أن الإرادة الأحادية مصدر الالتزامات، لكنها مصدر له استثناء وليس مصدر أصلي.
  • رابعًا: تمثل الإرادة الفردية من ناحية الإرادة الحرة، ولديه القدرة على القيام بأي التزام يريده له علاقة بالليبرالية، ومن ناحية أخرى تساعد على تسهيل زيادة المعاملات، فالعصر الحديث لا يتطلب دائنين محددين، وفي هذا الاتجاه يؤسس مع العقيدة لذلك، فهو لا ينقطع عن تطور الفكر القانوني في التاريخ، ولكنه يشير فقط بشكل كامل إلى الحاضر والمستقبل.
  • خامسًا: نطاق الوصايا الشخصية محدود عمومًا، سواء كانت إرادة واحدة تخلق التزامات على الجميع، أو وصية واحدة تنتج آثارًا قانونية مختلفة.

وفي النهاية إذا كانت الإرادة الشخصية يمكن أن تخلق التزامات في حد ذاتها، فإن الإرادة الشخصية هي عمل قانوني بحت يقوم به الفرد من أجل إحداث آثار قانونية، وليست هناك حاجة لإرادة ثانية تتوافق معها.


شارك المقالة: