تتجسد الحصانة في الدستور والقانون الأساسي للبلاد والممارسات الدولية، وهي نتيجة الجمع بين مفهوم السيادة الوطنية ومفهوم تمثيل أي شخص.
الحصانة في مواجهة العدالة الجنائية الدولية:
الحصانة: هي امتياز قانوني يُمنح لموظفين محددين (موظفين حكوميين) معترف به من قبل القوانين الوطنية والدولية؛ ممّا يمكّنهم من أداء وظائفهم دون قيود أو ضغط بما في ذلك القيود القانونية. وعلى المستوى الدولي، تعتبر الحصانة أداة لحماية السيادة الوطنية والاستقلال من خلال منع محاكمة الدولة أو وكلائها في محاكم أجنبية.
لذلك، يمكن لأولئك الذين يحق لهم الولاية القضائية تجنب الإجراءات القانونية في المحاكم الوطنية أو الدولية. أولاً، هناك حصانة للدبلوماسيين وموظفي الأمم المتحدة والبرلمانيين وأعضاء الحكومات ورؤساء الدول أو الحكومات، وقد أدى ذلك إلى إرساء القانون الدولي العرفي والعديد من الاتفاقيات الدولية.
فالحصانة ليست مطلقة، حيث يتم قبول نوعين من الحصانة بشكل عام (وفقًا للقانون المحلي والقانون الدولي) وهما:
- الحصانة الوظيفية: تشمل إعفاءات العمل المتعلقة بالعمل بعض الأنشطة التي يقوم بها الموظفون في كل ولاية وتستمر حتى نهاية فترة العمل.
- الحصانة الشخصية: ترتبط الحصانة الشخصية بالشخص بسبب شرعيتها، وتغطي جميع الأفعال التي يقوم بها الشخص المستفيد من الحصانة، وستظل الحصانة موجودة دائمًا ما دام الشخص المعني في هذا المنصب. وإذا انتهكت السلطات السياسية أو القانونية التي تتحكم في مختلف الوظائف الرسمية اللوائح بشكل خطير، يمكن إلغاء التحصين.
وإذا تم رفع دعوى إلى المحكمة الجنائية الدولية وفقًا لأحكام معينة من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية فلا يمكن المطالبة بالحصانة. ومع ذلك، فإن حصانة الدول وعملائها من المقاضاة في المحاكم الأجنبية لا تزال مبدأ مطلقًا في القانون الدولي العرفي.
وقد أقرَّت محكمة العدل الدولية بهذا المبدأ في العديد من أحكامها، وذكرت المحكمة بأن هذه الحصانة لا يمكن أن تعادل الإفلات من العقاب؛ لأن الحصانة ضمان إجرائي محدد المدة. ويمكن أن تؤخر الحصانة تطبيق المسؤولية الجنائية، ولكن لا يمكن إلغاؤها.
وتتفاوت مسؤولية الدولة عن الأفعال غير القانونية عن المسؤولية الجنائية، ويمكن لمحكمة العدل الدولية والمحاكم الإقليمية الأخرى النظر في ذلك. ولا يستفيد دول أعضاء المنظمات من أي شكل من أشكال الحصانة. ومصطلح “الحصانة الإنسانية” يعني أن القانون الإنساني الدولي يحظر الهجمات المتعمدة على المدنيين وعمّال الإغاثة والعاملين في المجال الطبي في النزاعات.