المسؤولية الجنائية الشخصية لمرتكبي جرائم الحرب

اقرأ في هذا المقال


المسؤولية الجنائية لمرتكبي جرائم الحرب:

في البداية كانت المسؤولية الدولية مصحوبة بتطورات كبيرة أثرت على طبيعتها القانونية وأُسسها وظروفها ونتائجها وتأثيرها. وربما أظهرت الانتهاكات الصارخة للقيم والمبادئ الإنسانية التي حدثت خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية أن الأفراد تشكلوا نتيجة لأفعال غير قانونية معينة (مثل انتهاك قوانين وأعراف الحرب وارتكاب جرائم دولية أخرى) وهذا تهديد السلام والأمن الدوليان، ممّا يدل على وجود مبدأ المسؤولية الجنائية الشخصية، والذي تمت الموافقة عليه لاحقًا.

وتمَّت مساءلة العديد من مجرمي الحرب بعد الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. وتمثلت لهذا الغرض العديد من المحاكمات، بما في ذلك محكمة لايبزيغ ومحكمة نورمبرغ العسكرية ومحكمة طوكيو العسكرية ومحكمة يوغوسلافيا ورواندا.

احترام المبادئ والقواعد المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والتي تشكل جميعها على أن الدولة التزام بمراقبة واحترام البلد، وأي عمل أو فعل إيجابي هل يشكل خرقًا للقانون الدولي العام وخرقًا للالتزام. ولطالما كانت المسؤولية الدولية موضوع نقاش وجدل مكثف، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يدعمون فكرة السيادة المطلقة لدولة ما هي إحدى الأفكار المقترحة في التفكير القانوني الدولي العام التقليدي.

التطبيق العملي للمسؤولية الجنائية لمرتكبي جرائم الحرب:

إن الأعمال غير القانونية التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال مداهمتها لمخيم جنين ومدينة نابلس القديمة في نيسان 2002 تتناسب مع وصف جرائم الحرب؛ لأن هذه الجرائم هي اعتداء على الحق في الحياة والسلامة الشخصية والسلامة الشخصية. ومثال على ذلك استهداف المدنيين الفلسطينيين وعمليات الإعدام خارج نطاق القضاء، واستخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية، واستهداف الكوادر الطبية والمستشفيات، ومنع نقل القتلى والجرحى، وكذلك المعاملة القاسية والمهينة للمدنيين وغيرها من الجرائم.

وأشار شخص مطلع على أحكام القانون الجنائي الدولي إلى وجود آليات قانونية عديدة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، فمثلاً أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بإنشاء محكمة خاصة لمجرمي الحرب الإسرائيليين، وأصدروا اتفاقية جنيف الرابعة، كموقع للمحاكم الوطنية والآليات الأخرى.

فمن أجل مقاضاة مجرمي الحرب الإسرائيليين عند ظهور فرص دولية، من الضروري أن تسعى وزارة العدل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني المختصة إلى تسجيل جرائم الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني كشهادة بالذنب ضد أولئك الذين ارتكبوا هذه الجرائم. ولقد ارتكب الفلسطينيون والإسرائيليون جرائم لتجنب التضحية بالعدالة في مجال المصلحة السياسية.


شارك المقالة: