المعلوماتية والدبلوماسية بين الدول في القانون الدولي

اقرأ في هذا المقال


في العقد الأخير من القرن الماضي، شهد العالم تغيرات كبيرة على الساحة الدولية؛ بسبب هذه التغييرات ظهرت بيئة جديدة ذات سمات مميزة وساهمت في هذه التغييرات، بما في ذلك انهيار الاتحاد السوفيتي السابق والتحالفات وظهور العولمة بقيادة القوى الاقتصادية الكبرى، وثورة المعلومات التي تعزز التدفق الحر للمعلومات، حيث يجب أن تتأثر الدبلوماسية بهذه العوامل بنفس الطريقة التي تتأثر بها الأقسام الأخرى، وخاصة العامل الأخير (ثورة المعلومات) الذي يهيمن عليه المحرك الرئيسي.

المعلوماتية والدبلوماسية بين الدول:

إن تقنية المعلومات وأساليب الاتصال الحديثة التي توفرها هي التي تتطلب عملاً يعتمد على الأساليب الحديثة والأساليب التنظيمية البديلة التي تحل محل الأساليب التنظيمية السابقة. وفي العقد الأخير من القرن الماضي، شهد العالم العديد من المتغيرات السياسية والدبلوماسية المترابطة، فضلاً عن العلاقات القوية بين العوامل المحلية (داخل الدولة) والعوامل الدولية؛ لأن العمل الدبلوماسي يتحقق ويتطور من خلال تفعيل عملية تبادل المعلومات بين الطرفين، وفن المصلحة الوطنية بين الشعوب والأمم، التي تهدف إلى إحداث تغييرات في الوسائل والسلوكيات لتعزيز الإقناع بين الأمم.

فإن الحديث عن ثورة المعلومات في بداية القرن الجديد لا يظهر فقط مقدار المعلومات المتولدة، بل يظهر أيضًا ثورة في وسائل جمع أو نشر هذه المعلومات. وتعتمد المشاركة الدبلوماسية الناجحة على التوقيت الصحيح والمعلومات الصحيحة وتحليل المعلومات وطرق الاتصال وأدوات تبادل المعلومات مع الآخرين، وتحسين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات له تأثير كبير على تحسين الأداء.

فعالم اليوم هو عالم معلومات واتصالات، حيث اعتادت الدول على التواصل من خلال وزارة الخارجية ووزارة التجارة، ولكن العالم اليوم مترابط بملايين الأقمار الصناعية وشروط الاتصال اللاسلكي والسلكي عبر شبكة معقدة بدون السيطرة. وتسعى الوزارات الخارجية في كل دولة إلى الاستثمار في كل هذه البيانات من أجل أداء واجباتها بشكل كامل، من خلال إنشاء إدارة موارد معلومات فعالة ومتكافئة.

فهناك نقص في إدارة المعلومات التي تعمل وفق رؤية وهدف واضحين لتوفير وإعداد وتنظيم ونقل المعلومات، ويعتقد الناس أن هذا نقص كبير في تدفق المعلومات. وبالنظر إلى تنوع الاتجاهات السياسية والثقافية والتجارية والمهام المختلفة الموكلة لمختلف إدارات الوزارة، يصعب على هذه الإدارات الحصول على المعلومات المناسبة اللازمة لاتخاذ قرارات محددة.


شارك المقالة: