المعيار الذاتي والموضوعي في القانون المدني

اقرأ في هذا المقال


مقاييس التقييم من القضايا الأساسية التي اهتم بها الحكماء على مر العصور فيما يخص القانون المدني، ولا عجب أن تكون الأساس والمقاييس العلمية للتمييز بين العدل والظلم، وسواء في مجال الأخلاق أو الدين أو القانون أو العدالة، فإن هذه المعايير عند تحقيقها في الممارسة العملية كان لها تأثير هائل على تجديد شباب الشعوب ورسم مستقبلهم على أساس علمي متين.

المعيار الذاتي والموضوعي في القانون المدني

المعيار يضع الدول العربية في مكانها الصحيح، فغالباً ما لم يتم ذكر الموضوع، لكن بصوره ثقافيةً وعمليةً رتيبةً وغامضة، ويترتب على ذلك أن التقييمات تستند أساسًا إلى تصورات الأفراد للكيفية التي ينبغي أن تكون عليها حالة الأشخاص، وأن هذا الأساس مدمر في نهاية المطاف للعلم والمعرفة وتفردهم ومصير الحقيقة. ورفاقها ومصير العدالة الاجتماعية ككل، وعلى سبيل المثال ليس لدينا معايير تقييم علمية محددة مسبقًا في العملية التعليمية، باستثناء اتجاهين (اتجاه صعب) و(اتجاه سهل)، ثم يختلف متوسط ​​الدرجة ونطاق التقييم لكل قسم علمي حسب الجانب.

جذبت فكرة المعايير القانونية، إلى جانب الأفكار المماثلة للقواعد القانونية والعدالة انتباه المفكرين القانونيين؛ لأنها تتعلق بالمعرفة والفلسفة القانونية، بالإشارة إلى القواعد القانونية نجد أن واضعيها غالبًا ما يتأثرون بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المحيطة وفقًا لمعايير معينة، والقيام بتضمين هذه الضوابط الأخلاقية.

والمعايير هي الوسيلة الخفية التي يوجه بها المشرع عملية وضع القواعد القانونية، كما يستخدمها القاضي كدليل في اتخاذ القرارات القضائية بعد استنتاج الحقائق أمامه، لذلك فهي توجه القرارات الإدارية التي يتم صياغتها أو تنفيذي العقود.

وتلعب المحسوبية والتأثير والظروف السياسية والاقتصادية دورًا أيضًا في هذا المعيار الشخصي البحت، حيث اعتمدت الدول المتحضرة، بعد دراسة التجارب المختلفة وعوامل النجاح والفشل للبشر، معايير موضوعية ثابتة بدرجة معينة من الجنس الموضوعي والمرونة، وتنطبق المعايير على الجميع داخل الدولة وفي جميع مجالات النشاط لا تتأثر المعايير بالعوامل والظروف الشخصية البحتة ولا بأولئك المسؤولين عن التقييم، أو بحالتهم العاطفية أو النفسية.

يستند القضاة الذين يطبقون أيًا من هذين المعيارين في مجالهم إلى الفلسفات التي يتبناها المشرعون، وتهدف المعايير الموضوعية إلى تحقيق التوازن بين مُثُل العدالة وتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي، إنه يمثل أفكارًا قانونية مجردة قد تتجاوز التفاصيل والتفاصيل. وتعتبر الظروف السطحية على حساب العدالة. بل إنها قد تضحي بالعدالة من أجل أمن المجتمع ومصالحه واستقراره.

ونظام الحيازة يقوم على حماية ظروف السطح، فالقانون يحمي الحيازة وينتج آثارها، سواء كانت قائمة على حقوق المحتل، أو ليس على الحقوق المعترف بها من قبل القانون، وترتكز المعايير الذاتية على فكرة الاقتصاد الحر وسلطة الإرادة، وهي عوامل تستند إلى النوايا، والتي تعادل الإرادة الداخلية وهي التعبير الحقيقي عن النوايا الحقيقية.

ويهدف المعيار الذاتي إلى تحقيق فكرة العدالة الخاصة، أي عدالة القضية الفردية المعنية؛ لأنها تتوافق مع الإرادة الحقيقية للشخص المعني، وبالتالي فهي أقرب إلى قاعدة أخلاقية منها إلى قاعدة قانونية.

معنى المعايير الموضوعية والذاتية

القاعدة لا يمكن الشك في عدالة هذا المعيار؛ لأنه يضع كل رجل على جرائمه وإجراءاته ومسؤوليته مبنية على معياره من الحدة واليقظة، لذلك فهو يأخذ في الحسبان كلاً من الخير والشر يتم ترتيب مسؤوليات كل فرد على أساس معايير النقص والنقص التي تعكس الحالة الطبيعية والاجتماعية للفرد نفسه.

وهناك ارتباط بين المعايير القانونية والعدالة، وغالبًا ما تكون المعايير أداة في أيدي القضاة لتحقيق العدالة؛ لأنها تمنح القضاة سلطة تقديرية واسعة لتحقيق العدالة.

ومع ذلك فإن المعيار الموضوعي ذي الصلة أو التحكم الموضوعي المادي يجعل القواعد القانونية تلعب دورًا مهمًا في تحقيق العدالة؛ لأنها تجبر القضاة على قياس الأشياء بإجراءات تأديبية، لكن المعايير الشخصية تمنح القضاة مزيدًا من المرونة في العمل النصي وفي تحقيق العدالة.

واتضح أن المعيار الموضوعي يأخذ بعين الاعتبار الموقف العام بدلاً من الحالة المحددة، لذلك فهو يضع تحكمًا عامًا ومعتدلًا يمكن تطبيقه على جميع الكائنات التي تغطيها الأحكام القانونية، بدلاً من مراعاة كل حالة أو كل فرد، الهدف معايير تحقيق المساواة بين الناس من خلال تحقيق العدالة.

أما بالنسبة للمعيار الذاتي أو الشخصي، الذي يأخذ في الاعتبار واقع كل فرد، فإن هذا المعيار ينصف أولئك الذين يتم توجيه القانون ضدهم من خلال تطبيق العدالة، مما لا شك فيه لصالح الطرفين وضدهما. المعايير الموضوعية والمعايير الذاتية أو الشخصية ونوع القيم التي تمثلها.

نطاق هدف العمل والمعايير الذاتية

يحدد المشرعون نطاق العمل للمعايير الموضوعية والذاتية في أغلب التشريعات، سواء في القانون الخاص أو العام، وضع المشرعون هذه المعايير في القانون المدني، مثل معيار الخوف في الإكراه، ومعيار معرفة الخطأ والخداع، ومعيار العناية بالناس العاديين في تطبيق القانون.

وبغض النظر عن طبيعة ذلك الوعد، سواء كان واجب تحقيق هدف أو التصرف بحذر ومهما كان مصدره والالتزامات سواء كانت قائمة عن أعمال قانونية أو وقائع مادية بقدر ما يرتبط الأمر بنطاق القانون العام تستند المعايير الموضوعية على المصلحة العامة، والتي تتجسد في قوانين معظم فروع القانون العام.

وفيما يتعلق بإثبات عنصر المعيار الموضوعي في القانون الخاص، فإن هذا لا يمثل صعوبة؛ لأنه يمثل حالة واضحة للسلوك المادي الذي يعترف به القاضي، في حين أن المعيار الإشكالي لإثبات العنصر الذاتي يمثل صعوبات كبيرة؛ لأن القاضي يتعين عليه التحقيق في نوايا المدعي والمدعى عليهم، وهو أمر ليس سهلاً على القاضي. واتضح أن المشرع اعتمد نظام البراهين المختلطة، وهو ما أشار إليه في منطقه في قانون الإثبات.

لذلك من المفترض أن يصف طريقة الإثبات، ولكن يدع القاضي يقوم بدور فعال في تقييم الأدلة والتصرف من تلقاء نفسه لإصدار حكم عادل وقرار سريع، كل ذلك بناءً على الثقة التي يجب أن يتمتع بها المشرع في الأساس، وأوضح أن المشرعين تبنوا نظامًا هجينًا، يسمح للقضاة بتقريب الحقيقة القضائية من الحقيقة الفعلية، لتحقيق نزعة الإنصاف القضائي قدر الإمكان، مع التمكن أيضًا من القيام بذلك دون تجاهل مبدأ استقرار المعاملات.

تقييم المعايير الموضوعية والذاتية

السبب في اعتماد المشرعين لهذه المعايير التعددية والمتغيرة هو إعطاء القضاء حرية واسعة في اعتمادها من هذه المعايير بما يراه مناسباً لحل الخلافات التي يواجهها، بما يتماشى مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية، والتزامن لتحقيق الاستقرار المالي المعاملات بين الناس.

وجزء من الفقه هو حقيقة أن “المعايير الموضوعية، بقدر ما هي عوامل للتنمية، هي عوامل موضوعية لتحقيق الاستقرار، والموضوعية تعادل الإرادة الواضحة، ولكن هذه الإرادة هي أحد أكبر عوامل الاستقرار الذاتية، في بعض القضايا لا تقاس بمعايير ذاتية بحتة، ولكن يتم التحكم فيها بشكل موضوعي لمنحها درجة معينة من الاستقرار.

وفي النهاية تعد تداعيات المعايير الخاصة في القانون المدني وهو المعيار الموضوعي والمعايير الذاتية مثل المعيار الشخصي، وهو ليس أكثر من أداة فنية تساعد القضاة على الوصول إلى القواعد القانونية المطبقة على مركز الحقائق المتنازع عليها في المحاكم.


شارك المقالة: