الميعاد في الدعوى الإدارية

اقرأ في هذا المقال


الميعاد في الدعوى الإدارية

نظرًا لخصوصية المهلة الزمنية في مجال المنازعات الإدارية، فإن الاختلاف عن النزاعات الأخرى يكمن في خصوصية المهلة القانونية التي حددتها، فقد خص المشرع النزاع الإداري في تاريخ يتوافق مع الطبيعة القانونية. ويعتبر التقاضي الإداري من أهم الوسائل التي يمكن للمشرع أن يضعها في أيدي الأفراد، مما يحد من حق رفع الدعوى في تاريخ معين؛ لأنه لا يتحمل بطبيعته التأخير.

لا يقدم المشرعون المفهوم القانوني للتاريخ، لكن بعض الفقهاء يعرّفونه على أنه: حادث أو حق في فترة زمنية سجله المقاول أو القانون أو القاضي من أجل القيام بعمل قانوني أو حدث متوقع. أما عن موعد رفع الدعوى الإدارية فيمكن القول إنها المهلة التي ينص عليها القانون والتي يرفع فيها الشخص دعوى وهي مقبولة شكلاً. المهلة القانونية هي محور جميع الموضوعات القانونية؛ لأنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقوانين إجرائية مختلفة وتلعب دورًا مهمًا في حماية الحقوق وتحقيق الاستقرار.

تنعكس أهمية الحد الزمني بشكل خاص في العمل الإجرائي الذي ينخرط فيه الطرفان في وقت محدد، بحيث لا تكون عملية التقاضي خاضعة لرغبات شخصية، ويتم الاهتمام بمصالح أصحاب المصلحة. ونظرًا لأن العملية القضائية يجب أن تتم في غضون فترة زمنية كافية تتطلبها القضية لإصدار حكم في غضون فترة زمنية معقولة، فإن هذا لا يمثل عقبة أمام العملية القضائية ولا نزاهة العدالة.

الانفصال خلال فترة زمنية معقولة هو أحد الحقوق الأساسية للأفراد المنصوص عليها في القانون والاتفاقيات الدولية. تحدد معظم التشريعات مواعيد نهائية قصيرة لتقديم الإجراءات الإدارية للتوفيق بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة، الأمر الذي يتطلب ترسيخ القرارات الإدارية بعد فترة معينة حتى لا تظل عرضة للطعن القضائي على المدى الطويل. والتي يمكن أن تؤدي إلى ظروف إدارية من عدم الاستقرار.

أما المنفعة فهي تمنح الأفراد وقتًا كافيًا للطعن في القرار الإداري ويطمئنهم على استقرار الوضع القانوني الذي يجلبه القرار الإداري. بالإضافة إلى ذلك ، اتفق الفقه والتشريع والسلطة القضائية على موعد لرفع الإجراءات الإدارية من اعتبارات النظام العام ، مما يعني أنه يمكن رفع دفاع لانتهاء المهلة الزمنية في أي مرحلة من مراحل الإجراءات ويمكن للقاضي يرفعها بنفسه. وهذا التاريخ هو تاريخ انتهاء الميعاد القانوني وضياع الحق في رفع الدعوى الإدارية إلا للجهات القضائية.

في بعض الحالات، بسبب الطبيعة القانونية الخاصة لمثل هذه الإجراءات، من الممكن رفع دعوى أمام السلطة القضائية الإدارية دون الامتثال للمهلة القانونية، مثل تقديم طلبات التفسير ومراجعة قانونية القرارات الإدارية. أو في حالة المطالبة بالتعويض، لا يسقط الحق في الدعوى إلا إذا كان الحق في الحماية أو إذا كان القرار الإداري باطلاً، فلا يُحترم موعد الاستئناف القضائي؛ لأنه أصيب بعيب جسيم حرمه من العنصر القانوني الذي أنشأ القانون الفعل القانوني للمركز، بحيث يصبح مجرد فعل مادي غير موجود لا ينتج عنه آثار ولا يكتسب حقوقًا ولا يكتسب حصانة.

حدد المشرع مهلة 4 أشهر لرفع الدعوى أمام المحكمة الإدارية، وهي سارية من تاريخ الإخطار الفردي بنسخة من القرار الإداري الفردي أو من تاريخ نشر القرار الإداري الجماعي (التنظيمي). وهذا التاريخ علني، ولكن في حالة تناقض نصوص معينة، فإن القواعد المطبقة هي قيود محددة بشكل عام. ووفقاً لأحكام المادة 907، تم تمديد صلاحية الإجراءات المتعلقة بفترة استئناف الأحكام ذات الصلة للمحكمة الإدارية لمجلس الدولة.

ومع ذلك، فإن طلبات الإحالة هنا تقتصر على درجات المستويين الأول والثاني المعلقة في وزارة الخارجية. وتسمح أحكام التقديم بموجب القسم 829 له بتقديم شكوى إلى الوكالة الإدارية التي اتخذت القرار قبل رفع الدعوى. ويكتفي القانون بنوع واحد من التظلم وهو تظلم الدولة ويسمح لها بالمضي قدماً، من أجل تجنب كل المشاكل والحفاظ على الجوانب الإيجابية للتظلم. القاعدة العامة هي أن الاستئناف إجراء اختياري، لكن القاعدة قد توفر استثناءً، وهو أمر إلزامي في بعض النزاعات الإدارية الخاصة. مثل الطعون الضريبية، هذا إجراء مهم؛ لأنه يعتمد على وجود مراحل قضائية لاحقة.

قدمت الإخطار والنشر كوسيلة وحيدة لتفعيل تاريخ رفع الإجراءات الإدارية، حيث أن الموعد النهائي لرفع دعوى أمام القضاء الإداري ويتعلق بضرورة الإخطار الفردي وضرورة النسخ الفردية للقرارات الإدارية، إذا كان القرار الإداري منظمًا، وجب نشره، وذلك وفقًا لأحكام المادة 829 من “القانون الإداري”، فالقرار الإداري الذي لم يتم إخطاره أو عدم نشره لا يؤثر على شرعيته القانونية ولكنه يظل غير صالح ويضر بالآخرين ويؤدي إلى عدم بدء فترة الاستئناف.

ويضيف القسم 831 حدًا للفترة التي يكون فيها ساريًا، أي وقت تقديم الإشعار. ويتم حساب الفترة الحالية وفقًا للقواعد العامة، ويكون حساب الفترة بأكملها هو المبدأ. سواء كان إشعارًا أو إعلانًا عامًا، فسيتم احتسابه من اليوم التالي لإخطار القرار حتى انتهاء اليوم الأخير. وتستند الاستثناءات التي ينص عليها القانون والسلطة القضائية على مبدأ أن المواعيد النهائية تبدأ من تاريخ الإخطار أو النشر وأن الاتفاقات بين المدعين والإدارة لا يمكن قبولها بعد ذلك التاريخ.

هذه هي الحالات التي يتم فيها تمديد الموعد النهائي لسبب أو ظرف ما. والإجازات الرسمية (بالإشارة إلى أيام العطل وأيام الراحة الأسبوعية) وبعد الإقامة والبعد عن مكان العمل (على سبيل المثال مكان الإقامة) واختيار الطعون الإدارية هي من بين أسباب تمديد التاريخ القانوني. وأما القوة القاهرة وطلبات المساعدة القضائية فتتعلق بوقف المواعيد. وإذا ظهرت هذه الحالات في بداية فترة الصلاحية، فلن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد انتهاء فترة الصلاحية ولكن إذا ظهرت خلال فترة الصلاحية فسيؤدي ذلك إلى تعليقها وستتوقف فترة الصلاحية المتبقية لا تصبح سارية المفعول إلا بعد انتهاء فترة الصلاحية. وسبب التوقف بعد النهاية.

إذا تم رفع دعوى قضائية أمام سلطة قضائية بدون ولاية قضائية، فإن وفاة المدعي أو تغيير المؤهلات هي حالة انقطاع للمهلة الزمنية، فسيصبح التاريخ الجديد ساري المفعول من تاريخ وفاة المدعي. والحدث الذي تسبب في كسر الموعد النهائي الأول. من أجل ضمان الاستقرار القانوني، ليس لدى السلطة التشريعية سبب لتعليق التقاضي الإداري ولتسوية النزاعات بشكل نهائي.

وبعد انتهاء المدة القانونية لا يمكن للقاضي الإداري إجراء بحث معمق حول موضوع القضية ولا يمكنه الهروب من السيطرة على شرعية القرار بسبب عدم الالتزام بالمواعيد النهائية، فإن القرار الإداري حتى لو كان معيبًا، يُستثنى من أحد أوجه القصور غير القانونية، بشرط ألا تصل أوجه القصور إلى حدود خطيرة حيث يقع القرار إلى حد عدم الوجود.

القرارات الإدارية التي هي لا تخضع للإلغاء حتى لو كانت هناك عيوب تعتبر أيضًا قرارات معقولة وصحيحة والتي ترتب الوضع القانوني والحقوق المكتسبة. ولذلك لا يجوز لمسها لأنها ستكون حجة ضد الشخص المعني. والحكمة في ذلك هي الالتزام بمبدأ ثبات القرارات الإدارية وتجنب التدخل في تنفيذ القرارات الإدارية وتطبيقها وجعلها تترتب عليها آثار قانونية تخدم المصلحة العامة.

وأنشأت الأجهزة الإدارية والقضائية وسائل قانونية بحيث يمكن لصاحب الحق تجنب أثر التأخير، بما في ذلك: استبعاد أثر الأحكام دون إلغاء الأحكام، أي الدفاع على أساس عدم شرعية قرار التنظيم الإداري. وبخصوص الدعوى الأصلية، صدر القرار التنفيذي بشأن الطعن والإلغاء من السلطة الرقابية في نطاقها وعلى أساسها. ويمكن أيضًا الطعن في عدم قانونية التنظيم (القرار التنظيمي) من خلال الحجج المساعدة في جلسة الاستماع لإجراء معين، غير ملزم بتاريخ معين وبالتالي فقط من خلال إلغاء قرار فردي باستبعاده من التطبيق في قضية المستأنف.

خلال فترة الاستئناف القانونية، من الممكن أيضًا اللجوء إلى القضاء بعد انتهاء الصلاحية، بسبب التغييرات في الظروف المادية أو القانونية أو التغييرات في القضاء. إذا كان من الضروري إصدار أو إصدار قانون متابعة اللائحة بسبب التغييرات في الوضع، فإن محتواه يتعارض مع اللائحة ولا يتوافق مع اللائحة. وبالإضافة إلى ذلك، إذا تغير اتجاه السلطة القضائية بحيث يصبح القرار غير قانوني بموجب التفسير القضائي الجديد.

المصدر: قانون المنازعات الإداري/ رشيد خلوفيمبادئ القانون الإداري/ محمد سعيد حسين أمينالقوة التنفيذيه للقرار الإداري/ عادل سيد فهيمالنظريه العامه للقرارات الإداريه/ سليمان محمد الطماوي


شارك المقالة: