حقوق المتهم أثناء التحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية

اقرأ في هذا المقال


يسعى المجتمع الدولي إلى تحقيق السلم والأمن على أساس العدل، واحترام مبادئ القانون الدولي وتطبيقه عند حل جميع النزاعات الدولية، ولا شك أن العدالة تتحقق من خلال احترام المؤسسات القضائية الدولية وتقديس سلطتها والوفاء بها والتزاماتهم. باعتبارها من أهم وسائل المجتمع الدولي لحل النزاعات الدولية، فهي تصدر الأحكام في إطار الضمانات والإجراءات، بما في ذلك إعمال الحقوق وحماية حقوق الإنسان من التعسف في استعمال السلطة، أو يسيئون استخدام سلطتهم من خلال الإضرار بحقوقهم وحرياتهم.

حقوق المتهم في المحكمة الجنائية الدولية في مرحلة التحقيق:

في المادة (10) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، “لكل فرد الحق في الاستماع إلى قضيته في محكمة مستقلة ومحايدة، طالما أن لديه حكم عادل ومفتوح بشأن حقوقه والتزاماته، ويثير أي تهم جنائية”. وفي عام 1998، يكفل نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية العدالة القضائية؛ نظرًا لأنه لا يمكن قصرها على مجموعة واحدة، فإن الهدف العام للمحكمة هو توسيع جميع الضمانات القانونية التي توفرها بعض التشريعات الوطنية أو الاتفاقيات والعهود الدولية.

وكذلك لتحقيق دولي ما ينسجم مع ضرورة العدالة الجنائية؛ لأنها الهدف الأساسي الذي يسعى إليه نظام الأمن الدولي في إطار حماية الحقوق والحريات.

وتعتبر ضمانات وحقوق المتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية من أهم القضايا في البحث الإجرائي؛ لأنها تركز على تحديد الضمانات القانونية العديدة التي يتمتع بها المتهم، خاصة عند التحقيق في الجرائم، في مرحلة الجريمة المزعومة، حيث يمكن انتهاك العديد من الحقوق والحريات.

ولذلك، يجب أن تكون محاطة بأسوار وضمانات بحيث يمكن أن تكون بين الحق في ضمان حصول المجتمع على الحقيقة والعدالة والحق في المطالبة بمعاقبة المجرمين وحق عدم المساس بحقوقه وحرياته. أي الممارسة بشكل متوازن.

ويعتبر الاستجواب من أهم الإجراءات التي يستخدمها قضاة التحقيق في أداء عملهم، والغرض منه هو معرفة حقيقة الادعاءات ضد المتهم (سواء كانت اعترافًا أو نفيًا)، والتحقيق له ميزتان، هما: إنه إجراء تحقيقي كما وأنه إجراء دفاعي. وانطلاقاً من حقيقة أن الاتهام صفة ملحة في النفس البشرية، وبما أن مبدأ المتهم هو البراءة مهما كانت الأدلة قوية، طالما أنه متهم يحكم عليه.


شارك المقالة: