طبيعة القانون الدولي الخاص

اقرأ في هذا المقال


طبيعة القانون الدولي الخاص:

يتمحور حول طبيعة القانون الدولي الخاص عدة تساؤلات لإمكانية تحديد طبيعة القانون الدولي الخاص، وهذه الأسئلة إجاباتها كالتالي:

السؤال الأول: هل القانون الدولي الخاص يعتبر قانون من الناحية الفنية؟

حيث يتمتع القانون الدولي الخاص بوضع إلزامي لأحكامه؛ لأنه يحتوي على قواعد عامة مجردة تؤدي إلى العقوبة والردع عند مخالفتها وانتهاكها، لذلك يتبنى هذا القانون وصفًا قانونياً.

السؤال الثاني: هل هو قانون دولي أم قانون محلي؟

اختلف الفقه حول ما إذا كان القانون الدولي الخاص قانون دولي أم قانون محلي، فقد أرسى خلافهم الى تكوين مدرستين فكريتين: الأولى تنفي الطابع الدولي للقانون وتصفه كقانون محلي؛ لأن نطاقه ومصدر تطبيقه يختلفان عن التطبيق الفعلي. فالأول يدير العلاقة بين الأطراف كأفراد، بينما يدير التطبيق العلاقة بين الأطراف كدول أو أشخاص آخرين (مثل المنظمات) في القانون الدولي العام. ومصدر الأول داخلي لأنه لا يوجد مشرع دولي في هذا، أو هناك قواعد تشريعية مشتركة بين الدول، وقد يكون مصدر القانون الدولي في العادة دوليًا، مثل المعاهدات الدولية أو القواعد الدولية.

أما المبدأ الثاني فيبدأ من القواعد التي تعترف بالقدرات الدولية في القانون الدولي، وحتى لو كانت مستمدة من مصادر داخلية مثل التشريعات والأنظمة الداخلية، فإن نطاق تطبيقها دولي؛ لأن هذه القواعد لا تحكم العلاقة بين الدول، بل لها بعد دولي خاص، لذلك تحكم قواعد الجنسية العلاقة بين الفرد والدولة، وتحدد انتمائه على هذا الأساس، وتستخدمه كأساس لتحديد أنه في حالة إصابة شخص في الخارج ولا يمكنه الحصول على تعويض، يجب على الدولة اتخاذ تدخل دبلوماسي لحماية الفرد، إذا كان الضرر قد حدث لدولة أخرى، حيث يجب أن تكون الدولة مسؤولة أيضًا عن أفعاله من منظور دولي.

حيث تنص بشكل مباشر أو غير مباشر على قواعد وأحكام تنازع القانون الدولي لتنظيم العلاقة بين الأفراد المنتمين إلى دول مختلفة، وهذا هو السبب في أن هذه القواعد تحكم مشكلة التأثير المتعدي في أكثر من دولة. ويتأثر وضع الأجانب بالعلاقات الدولية، فكلما كانت العلاقات الدولية افضل وأقوى بين الدول بين بعضها، كان وضع الأجانب أفضل، وهذا يعني أن وضع الأجانب يتأثر بقواعد القانون الدولي، وكذلك الحال بالنسبة للمواطنين. وبين هاتين الحالتين، يقول بعض الفقهاء الدوليين أن قواعد القانون الدولي الخاص هي قواعد داخلية من حيث المصدر، لكن تأثيرها دولي من حيث نطاق تطبيقها.

السؤال الثالث: هل هو قانون عام أم قانون خاص؟

يجيب الفقه على هذا السؤال من اتجاهين: الأول هو إلحاق القانون الدولي بالقانون الخاص؛ لأن مسألة القانون الدولي الخاص تتعلق بالعلاقة بين الأطراف التي يكون الفرد فيها جنسية. وهذا لا ينعكس فقط في العلن العلاقات الدولية الخاصة، ولكن أيضًا في دراسات القانون الخاص مثل الحقوق العامة والحقوق الخاصة، والأنظمة القانونية المعمول بها. وهذا ينطبق على كل من المواطنين ومركز الأجانب.

فيما يتعلق بتعارض القوانين، فهو موضوع ينحرف عن التعارض بين القوانين الخاصة في نفس الظروف مثل نزاع الاختصاص القضائي الدولي في إطار علاقة الفرد بالطرف الآخر. ومن قضايا القانون الدولي المتعلقة بنظام القانون العام، فهو يعتبر أن الجنسية هي العلاقة بين الشخص والدولة وترتبط بسيادة الدولة. حيث يتم تحديد الوضع السياسي للفرد بالإضافة إلى جنسيته، وهذا هو جوهر موضوع المواطنة. والقانون العام هو نفسه بالنسبة للمواطنين. وفيما يتعلق بوضع الأجانب، تسعى الهيئات التشريعية في مختلف البلدان إلى تنظيم قواعدها المتعلقة بالسيادة القانونية الوطنية.

ومسألة تنازع القوانين، فهي تتضمن توضيح نطاق تطبيق القوانين المحلية والأجنبية، أي درجة سلطتها وتطبيقها في القانون الدولي الخاص، وهذه دراسة عامة عن القانون. وفيما يتعلق بالمنازعات على الأهلية، يعني هذا توضيح اختصاص المحاكم المحلية والأجنبية في العلاقات الدولية الخاصة، بالإضافة إلى أن الاختصاص القضائي والتشريعي هما جانبان من جوانب السيادة الوطنية.

وفي الواقع، يمكن وصف القانون الدولي الخاص على أنه مجموعة من الشروحات، بعض منها ينتمي إلى القانون الدولي العام، مثل الجنسية والمواطنة ووضع الأجنبي ونزاعات الاختصاص الدولي، لكن تأثيره يعزز تطبيق قوانين وأحكام خاصة. وتنتمي بعض هذه الموضوعات إلى القانون الدولي الخاص، مثل تنازع القوانين، ولكن يمكن أن يكون تأثيرها تطبيق قوانين عامة على الهاتف المحمول.


شارك المقالة: