ما هو حق الشفعة في القانون التجاري؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو مفهوم حق الشفعة؟

تعرّف المادة (935) حق الشفعة المدني بأنه ترخيص يسمح في بيع العقار باستبدال المشتري بالشروط والأحكام المنصوص عليها في المواد (935-948) من القانون المدني. كما تم تعريفه على أنه حق الشريك في شراء حصة الشريك في ما هو قابل للقسمة، حتى لا يسبب الشريك ضررًا، وإن تعدد الشركاء في هذا الحق فلا يجوز البيع لأحدهم دون الآخرين.

وحددت المادة (95) من قانون حق الشفعة بأنه “حق تملك كل أو جزء من العقار المباع، حتى لو كان إلزامياً على المشتري بالثمن والتوريدات المدفوعة له”، فالشفاعة في اللغة: مأخوذة من الشفاعة، وهي على الوتر؛ لأن الشفيع بالشفاعة، وضم المبيع إلى ملكه؛ لأن الشفيع يزيد ملكه بالبيع. الشفاعة تعرف في اللغة بالتصريف والازدواج، إذ يقال فيها الشفاعة في الشيء، أي الانضمام إلى ما يشبهه، أو جعله زوجًا بعد أن كان فردًا.

والشفعة هي رخصة يجيزها القانون في بيع العقارات لتحل محل المشتري بالشروط والأوضاع المنصوص عليها في القانون، لمن يصرح له قانون بأخذ الشفعة، إذا توافرت جميع شروط للحصول عليها وللإعلان عن رغبته في ذلك، ونتيجة لإبداء هذه الرغبة، يجب استبدال المشتري بالموافقة عليها أو باعتباره نتيجة حكم قضائي في البيع النهائي.

ويشرع لدفع الضرر المتوقع للشفيع في حالة اتصال ممتلكاته، بالممتلكات المباعة، كما أن الشفعة لها فوائدها الاقتصادية في حال أدت إلى تحصيل ما يختلف عن حق الملكية، مثل ضم حق الانتفاع أو الاحتكار، أو إنهاء القواسم المشتركة في حالة قيام الشريك المشترك يبيع حصته العادية إلى أجنبي.

التكييف القانوني لحق الشفعة:

ثار جدل في الفقه المصري حول تكييف حق الشفعة، هل هو حق عيني أم حق شخصي؟ ومضى أحد جوانب الفقه في القول: إن حق الشفعة حق عيني، ويقصد بذلك ترتيب عدة نتائج، أهمها: أن دعوى الشفعة من اختصاص المحكمة الواقعة في قسم الممتلكات المصاحبة.

وفي الواقع يمكن القول إنهم لم يحتاجوا إلى هذا القول للوصول إلى هذه النتيجة، إذ كان يكفي القول بأن الشفعة تكتسب ملكية العقار مع ما يصاحبه من مال؛ لذلك عندما يرفع دعوى الشفعة فإنه يكتسب، ويطالب بحق الملكية العقارية، ويتم إثبات اختصاص النظر في القضية للمحكمة المختصة بموقع العقار.

بينما ذهب اتجاه آخر من الفقه إلى القول: إن حق الشفعة حق شخصي، وقصد بذلك القول: حق الأولوية وهو حق ملتصق بشخص الشفيع لا يرث منه، ولا يجوز نقله، ولا يجوز لدائني الشفاعة استعماله باسمه. هذا الاتجاه الفقهي، مثل سابقيه، لم يكن بحاجة أيضًا إلى التناقض مع الصفات الشخصية لهذا النوع؛ لأن معنى الحرف الذي يقصدونه لا يتعارض مع معنى النوع.

والصحيح أن حق الشفعة ليس حقاً مادياً ولا حقاً شخصياً، بل هو ليس حقًا في المقام الأول، ولكن الشفعة سبب للحصول على حقوق عينية؛ لذلك يكتسب الوسيط ملكية عقارية، أو حقًا عينيًا على هذه الممتلكات، مثل حق الانتفاع.

وتعرض الفقه لطبيعة الشفعة من ناحية أخرى، ففحص ما إذا كان حقًا أم كما جاء في هذا الفقه الترخيص، وأشار إلى أن المشرع اختار وصف الشفعة بأنها ترخيص ( في المادة 935) في القانون المدني، ووصف الشفعة بأنها ترخيص وليس حقًا.

فالتكييف المعتمد في الفقه، يوصف الشفعة بأنها ترخيص لا يعني نفي معنى الحق منه؛ لأن الترخيص هو القدرة على القيام بعمل يجيزه القانون، وهذا هو معنى الحق بشكل عام ولكن هذا الحق ليس حق تملك الممتلكات المرتبطة به، بل هو حق تملك هذا العقار، والحق في التملك مع الشفعة وهو فرع من حق التملك بشكل عام. ويمنح هذا الترخيص للشفيع، الحق في امتلاك العقار مصحوبًا به، وذلك بالتعبير عن رغبته في ذلك بناءً على الوضع القانوني الذي وجد فيه.

ويثبت حق الشفعة لمالك الحق، إذا باع له حق الانتفاع كله أو بعضه، أي إذا كان لجزء من حق الانتفاع. هذا الأخير مهجور، وبالتالي يصبح العقار مملوكًا بالكامل للراعي (مالك الحق). والحكمة في تفسير حق الشفعة في هذه الحالة أنها تعمل على تجميع ما يميز العناصر الملكية وذلك من خلال ضم حق الانتفاع بالحق؛ بحيث يكون للمالك وسلطاته الحق على الشيء، وهذا له فوائد اقتصادية كبيرة.


شارك المقالة: