ومن المعروف عنه بعيب المحل، فالمحتوى الإداري يجب أن يكون بحسب القانون، وعبارة (عيب مخالفة القانون) شاملة وتحتوي الكثير من الغموض؛ لأنها تتسع لتشمل جميع العيوب التي يمكن أن تشوه ركائز القرار الإداري؛ لأن مخالفة القانون قد تؤدي إلى رحيل الإدارة على أساس الاختصاص أو انتهاكها لإجراء رسمي يحدده القانون أو أن تبني قرارها على وقائع غير صحيحة.
عيب مخالفة القانون
في جميع هذه الحالات، فإن ما يتعين على الإدارة القيام به هو مخالفة للقانون، طالما أن القانون يحدد القواعد التي تحكم جميع أركان القرار الإداري؛ وبهذا المعنى، فهو الضمان الأكثر فعالية لمبدأ الشرعية؛ حيث أن طابعه العام يسمح بالحكم على جميع جوانب عدم شرعية القرار الإداري؛ إلا أن هناك اتجاهاً واسعاً في الفقه يرى أن خلل مخالفة القانون يقتصر على الجانب الموضوعي وهو عيب المكان؛ لأن المكان المقصود بمضمون القرار أو الأثر القانوني لصدوره تجاهه.
المراكز القانونية سواء بالإنشاء أو التعديل أو الإلغاء، وسواء كان حكماً تنظيميًا أم فرديًا، واختلاف بينهما أن القرار التنظيمي يعني به تنظيم المراكز القانونية العامة، بينما القرار الفردي يعني تنظيم الفرد المراكز هو موضوع القرار أو محتواه المتمثل في الآثار القانونية التي يحملها القرار مباشرة تجاه المراكز القانونية، وبالتالي يجب أن يستوفي شروطًا معينة، من أجل تحقيق شرعيته.
يشترط أن يكون ركن المكان ممكنًا ومسموحًا قانونيًا باستثناء: أن يكون موضوع القرار ممكنًا من الناحية القانونية والواقعية: إذا كان المكان مستحيلًا من الناحية القانونية أو الواقعية، فإنه يصبح غير موجود ومثال الاستحالة القانونية: هو صدور قرار بتعيين شخص في مرتبة وظيفية يشغله آخرون، أو صدور قرار بترقية موظف إلى رتبة شاغرة، يصبح تحقيق مفعول القرار غير ممكن بسبب النقص الوضع القانوني الذي يمكن أن يستجيب له هذا التعيين أو الترقية. ومن أمثلة الاستحالة الواقعية إصدار قرار إداري بهدم منزل مهدد بالانهيار، يقصد به أن يكون شرعياً بمعنى أنه لا يخالف القانون.
والقانون هنا لا يقصد ضيِّق معنى القانون الذي ينحصر في القواعد التشريعية المقررة من قبل البرلمان، لكنها تعني المعنى الواسع، أي كل قاعدة قانونية يجب على الإدارة احترامها سواء كانت مقننة مثل القواعد الدستورية والقوانين واللوائح (اللوائح) أو غير مقننة، مثل المبادئ القانونية العامة، والقواعد الجمركية والسوابق القضائية.