ما هي المصادر التفسيرية الاستثنائية والمصادر الرسمية للقانون التجاري؟

اقرأ في هذا المقال


المصادر التفسيرية الاستثنائية للقانون التجاري:

القضاء:

يهدف القضاء كمصدر لتفسير القانون التجاري إلى أن يكون بمثابة مجموعة من المبادئ المعتمدة في أحكام المحاكم، وتعتبر هذه المبادئ مصادر تفسير، يمكن للقضاة أن يوجهوها عند إصدار الأحكام وصياغة الحلول.

والمبادئ القضائية لا تحصر القضاة، بل هي مجرد استثناءات للقضاة، والقُضاة فقط هم من يستطيعون إلغاء أحد هذه المبادئ واعتماد قاعدة أخرى. ومع ذلك، يجب ألا نتجاهل الدور المهم للقضاة.

حيث لعب القضاء دورًا في مجال القانون التجاري، خاصة في مجالات معينة مثل نظرية الشركة الفعلية، والحسابات الجارية، والإفلاس الفعلي، فالقاضي هو الذي يطبق قواعد القانون التجاري ويفسر القواعد بناء على العقود والالتزامات والاتفاقيات المبرمة في مجال بيئة الأعمال؛ حتى يتمكن من التركيز على معالجة العيوب التي قد تضر بالنص والمصالح التجارية، ويلعب القضاء دورًا مهمًا في تحديد الجمارك والعادات الواجب اتباعها في مجال المعاملات التجارية.

الفقه:

تعتبر آراء الفقهاء ومفسري القانون التجاري من المصادر غير الإلزامية للقانون التجاري؛ لأن القاضي قد يسترشد بهذه الآراء أو يفسر نص القانون التجاري، لكنه غير ملزم باتباع آراء محددة. ولا شك في أن الأحكام ذات الصلة تعتبر المؤلفات القانونية والبحوث والتعليقات الخاصة بالشركة مهمة لفهم أحكام القانون التجاري، خاصة عند إصدار تشريع جديد.

وساهم الفقه في تفسير القواعد التشريعية وعيوبها، ويلعب الفقه دورًا مهمًا في إثبات القواعد العرفية؛ لأنه يشرح هذه القواعد ويؤسس ويسن هذه القواعد، حتى يتم حلّها في شكل مقترحات أو مسودات المشرع، وتعتبر العقود التجارية من أهم المجالات التي لعب فيها الفقه دورًا، إلى أن قام المشرعون بقانون التجارة الجديد بإدراج معظم هذه العقود لتوجيه آراء الفقهاء في هذا الشأن.

المصادر الرسمية أو الإلزامية للقانون التجاري:

التشريع:

يعتبر القانون التجاري الصادر  المصدر الرئيسي للقانون التجاري، ويجب على القضاة تطبيق أحكامه على المنازعات التجارية، ويجب على الأفراد فهم أحكامه حتى لا تتعارض اتفاقياتهم والتزاماتهم مع أحكامه الإلزامية.

ولا شك أن الاقتصاد شهد تحولا كبيرا في السياسات الدولية نحو اقتصاد السوق، حيث أدى التحرير الاقتصادي الذي أعقب ذلك إلى مضاعفة حجم الاستثمار وزيادة حجم المعاملات التجارية سواء داخل أو بين المواطنين.

ولذلك من الضروري تمرير إصلاحات تشريعية من بينها العديد من القوانين المتعلقة بالتجارة لمواكبة التغيرات الهائلة في الاقتصاد استعدادًا للبيئة الاقتصادية؛ لأنه لا يمكن تصور جذب رؤوس الأموال إلى السوق، إلا أن وجود التشريع يساعد على التغلب على الصعوبات الناجمة عن ذلك؛ لذلك لا بد من إصدار قانون التجارة رقم 17 لسنة 1999 الذي يجب أن يحدث فرقاً في التشريع؛ لأن القائمين على وضعه حذروا من أن إصلاح التشريع التجاري هو أحد ركائز الإصلاح الاقتصادي فقام بذلك. ومن الضروري التعامل مع حقيقة أن سرعة وحساسية الحركة يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند التحضير للحركة.

ويقدم هذا القانون بعض اللوائح لبعض القضايا الناشئة عن عقود التطوير التكنولوجي مثل عقود التطوير التكنولوجي، عقود تخزين البضائع، عقود التوريد، عقود الوكالة واللوائح، سواء كانت تنمية علمية أو تنمية اقتصادية، والمسؤولية عن الضرر الذي يلحق بالمنتج بالإنتاج ومكافحة المنافسة غير المشروعة.

وأشار واضعو قانون التجارة رقم (7) لسنة 1999 إلى أهمية الائتمان خاصة في العلاقات الاقتصادية والتجارية؛ لذلك أعاد المشرعون تنظيم بعض القواعد والنصوص المتعلقة بأدوات الائتمان؛ لأن التقنيين التجاريين الملغين تجاهلوا تأسيس أعمال التشريع المصرفي.

وجاء في المادة الثانية “الأعمال التجارية“، وصدرت بعض التشريعات الخاصة بالرقابة على البنوك وعلاقتها بالبنك المركزي، لكنها لم تشمل تنظيم أدوات الائتمان والعمل المصرفي نفسه، يقنن قانون التجارة هذه العمليات في شكل قوانين، ويجب أيضًا إعادة تنظيم القواعد والنصوص المتعلقة بالأوراق التجارية؛ لأنه قبل صدور قانون التجارة رقم 17 لعام 1999 ، كانت القواعد القانونية على الأوراق التجارية تقتصر على آخر التطورات.

العرف والعادات التجارية:

على الرغم من تدوين القانون التجاري، إلا أن عادات العمل لا تزال تلعب دورًا مهمًا في الحياة التجارية؛ لأنها تعوض أوجه القصور في تشريعات الأعمال؛ لأنها تلعب دورًا تكميليًا، ولها أيضًا دور تفسيري في تطبيق المصطلحات التجارية على أعمالهم في بعض الأحيان، يجب أن يأخذوا عملهم كالتزامات؛ لذلك لكي يُنظر إلى العادات على أنها المصدر الرسمي للقانون التجاري، يجب أن تحتوي على عناصر مادية كعادات وعناصر أخلاقية كمشاعر كالتزام.

ويمكن ملاحظة أن القواعد الإلزامية المتعلقة بالنظام العام تتصدر قائمة الاتصالات الرسمية للقانون التجاري، سواء كانت هذه النصوص في القانون التجاري، أو القوانين المكملة للقانون التجاري، أو القانون المدني يليه النص التجاري بعد شرحه، يليه الجمارك والعادات التجارية التي لا تتعارض مع النظام العام ثم النص المدني.


شارك المقالة: