مصادر القانون الجنائي الدولي:
يشير مصدر القانون الجنائي الدولي إلى: الأساس القانوني للقانون الجنائي وأصله، ومصدر ترسيم حدوده، فتم تقسيم مصادر القانون الجنائي الدولي الى نوعان من المصادر: المصادر الرئيسية والمصادر الثانوية.
المصادر الرئيسية للقانون الجنائي الدولي:
تنص المادة 21 من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أنه وفقًا للمادة 1 من النظام الأساسي للمحكمة وقواعد الإثبات الخاصة بها، يتم تقسيم المصدر إلى عدة أجزاء وفقًا للمقام. ومعاهدات ومبادئ وقواعد القانون الدولي، بما في ذلك المعاهدات الدولية والمبادئ والقواعد المتعلقة بالنزاع المسلح والحرب.
وعليه فإن المصادر الأساسية تشمل:
- النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية: يتميز القانون الجنائي الدولي له خاصيتان، إحداهما القانون الجنائي، الذي يحتوي على مبدأ الشرعية، مما يعني أنه لا توجد جرائم وعقوبات غير الأحكام القانونية، أي في الأحكام القانونية لا توجد جرائم غير النص: ما لم ينص “القانون الأساسي” على أنه عندما يشكل سلوك الشخص جريمة تدخل في اختصاص المحكمة، فلن يكون مسؤولاً جنائياً بموجب هذا القانون الأساسي أي ما لم تتم إدانة القانون من قبل المحكمة.
- المعاهدات الدولية: تعتبر المصدر الرئيسي الثاني والمعاهدات هي الاتفاقيات والعهود الدولية تشير إلى اتفاقية دولية مبرمة كتابيًا بين دولتين أو أكثر ويجب أن تمتثل للقانون الدولي، سواء في وثيقة واحدة أو أكثر، أو بغض النظر عن ماذا عن الاسم.
- مبادئ وقواعد القانون الدولي: يعتبر القانون الأساسي أن مبادئ وقواعد القانون الدولي هي المصدر الرئيسي للقانون الجنائي الدولي، مما يؤكد الارتباط الوثيق بين هذين القانونين، وأن مبادئ أو قواعد القانون الدولي معادلة أو غير مكتوبة.
وفي هذا الصدد، يظهر دور العرف في القانون الجنائي الدولي من بين مصادر القانون الجنائي الدولي، ويأتي القانون الدولي وقواعده من العرف، وتتبع المصادر الأساسية (المعاهدات والمواثيق الدولية) المنصوص عليها في القانون الأساسي مبادئ وقواعد القانون الدولي، يشير إلى المبادئ والقواعد التي لا تركز على المعاهدات، وهو مبدأ مستمد من الأعراف الدولية ويعد من أهم مصادر القانون الدولي في قواعده.
وهي تشمل المبادئ المنصوص عليها في القانون الدولي للنزاع المسلح، والتي تشير إلى تلك المبادئ الواردة في قوانين الحرب وأعراف الحرب. والغرض من تحديد هذه القواعد هو تحديد مبادئ وقواعد مفهوم العدوان والفعل من إدراك العدوان، أي جرائم الحرب العدوانية.
المصادر الثانوية للقانون الجنائي الدولي:
تتمثل المصادر الثانوية للقانون الجنائي الدولي بما يلي:
- المبادئ القانونية العامة: يتم تعريف هذه المبادئ على أنها المبادئ الأساسية التي تعتمد عليها الأنظمة القانونية المختلفة في العديد من البلدان. وهذا لا يعني أن هذه المبادئ تنطبق فقط على الأفراد وعلاقاتهم، ولكن على العلاقات الدولية.
وفي الواقع، يتم التذرع بهذه المبادئ عندما تصبح المواد الأصلية المذكورة أعلاه باطلة، وبالتالي فإن “ميثاق روما” ينص على شروط اللجوء إلى هذه المبادئ. ويجب أن تؤخذ هذه المبادئ من القوانين الوطنية للنظام القانوني العالمي، بما في ذلك القوانين الوطنية للدول التي لها ولاية قضائية على الجرائم. ويجب ألا تتعارض هذه المبادئ مع القانون الأساسي أو القانون الدولي أو القواعد والمعايير المعترف بها دوليًا. ويجب أن تكون هذه المبادئ متسقة مع حقوق الإنسان المعترف بها دوليًا ، ويجب ألا يؤدي تطبيقها إلى أي تمييز بين الأفراد.
- مبادئ القانون المستمدة من المحاكمة الدولية: ويعني أن الأصول القانونية التي استخلصتها محكمة العدل الدولية هي الفتاوى التي يعبر عنها الفقهاء والشرع، أو الأحكام الصادرة في محاكم مختلفة في العالم، وتعتبر قابلة للاستئناف عبر القنوات ومصدر خاص (الاستنباط). وفي هذا الصدد، يقدم النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الدائمة تفسيراً لإدخال فتاوى المحكمة، لأنه يقتصر على الآراء التي تعبر عنها المحكمة نفسها، “المجرمون الدوليون الدائمون”.
- العرف: لا يعتبر أساسًا لتطبيق العقوبة، لأنه كما أشرنا سابقًا، فإن السمة الجنائية للقانون الجنائي الدولي هي أنه لا توجد جريمة أو عقوبة غير الأحكام القانونية.
وفيما يتعلق بالمادة 22، فقد ورد في الفقرة الأولى: “ما لم يشكل الفعل الجسيم وقت المسؤولية الجنائية جريمة تدخل في اختصاص المحكمة، فلا تتابع المسؤولية الجنائية“. والمادة (23) من القانون الأساسي ينص على أنه لا يعاقب من لم تحكم عليه المحكمة وفق أحكام هذا القانون الأساسي. ومع ذلك، فإن العديد من الفقهاء الغربيين، وخاصة العلماء المعاصرين، لم ينفوا أن العرف هو مصدر الشؤون المتعلقة بالعلاقات الدولية؛ لأنهم حصروا العرف في هذا المجال، وليس مجال العقوبة أو الإدانة الجنائية.