مشكلة الرطوبة في المباني القديمة:
من أكبر المشكلات التي تواجه المباني الأثرية والتراثية في جميع أنحاء العالم مشكلة الرطوبة، حيث نجد بعض البلدان المتقدمة قد وضعت الحلول المناسبة وطرق العلاج العلمية اللازمة، ومن أشهر الدول المتخصصة في علاج مشكلة الرطوبة إيطاليا.
وفي قطر وربما يكون الحال عليه أيضاً في معظم بلدان الخليج هناك العديد من المباني القديمة التي تم ترميمها قبل سنوات قليلة ولازالت تعاني من مشكلة الرطوبة رغم عمليات الصيانة التقليدية المتكررة لها، كما هو الحال في متحف قطر الوطني ومتحف التقاليد الشعبية وقلعة الكوت ومتحف الوكرة ومتحف الخور ومقر جائزة المدن العربية بالدوحة حالياً.
وتعتبر التجربة التي تمت مؤخراً للمجلس الرئيسي بمتحف قطر الوطني من التجارب الجيدة التي يمكن اتباعها في عملية تقليل سريان الرطوبة من أسس المباني إلى أعالي الجدران والحوائط، وتقوم هذه التجربة على فصل أسس المبنى عن جدرانه وذلك بوضع عازل من مادة المطاط (Rubber Sheet) التي تحول دون صعود الرطوبة من الأسس إلى الجدران العلوية بالخاصية الشعرية، وفي هذه المعالجة يعاد صب أرضيات الجدران العلوية التي تشكو من الرطوبة باستخدام الطرق والتقنية الحديثة في أساليب البناء.
أسباب الرطوبة في المباني القديمة:
- طبيعة مواد الخام التي استخدمها الناس للبناء.
- عامل المناخ من درجات الحرارة والرطوبة الجوية والمطر والندى والضباب.
- قرب البناء من مستودع الماء الباطني، كذلك موقع المبنى بالنسبة لشاطئ البحر وأثر عملية المد والجزر على الأسس.
- قد تكون الرمال والحجارة المستخدمة في عمليات الترميم حاملة لبعض الأملاح وخاصة إذا كانت مصادرها مناطق الشواطئ.
- ارتفاع مستوى منسوب مياه الصرف الصحي من الأسباب الضارة بالأبنية التراثية.
- ارتفاع مستوى سطح الأرض المحيطة بالمبنى عن مستوى سطح الأرض المقام عليها البناء يتسبب في وجود منطقة معتمة ينتج عنها اختلاف في درجة حرارة الجدران من أسفلها إلى أعلاها، فينتج عنه رطوبة على سطح الجدران من الداخل نتيجة لهذا الاختلاف الحاصل مع وجود ارتفاع مستوى سطح الأرض عن جدران المبنى.
- الظل له تأثير أيضاً بحيث ينتج عنه منطقة باردة تساعد على تكثف الرطوبة الجوية فوق جدران الغرف من الداخل.
- وجود دكك الجلوس المحطية ببعض جدران المباني التقليدية له دور كبير في إحداث الفرق الحراري للجدران وبروز عملية التكثيف التي تحدث نتيجة لاختلاف في درجة الحرارة بين الداخل والخارج بحيث أوجد منطقة باردة تساعد على تكثف الرطوبة فوق جدار الغرف من الداخل.