مقدمة في التصنيع:
تصنيع الأشياء كان نشاطًا أساسيًا للإنسان وللحضارات منذ ما قبل التاريخ، حيث يستخدم الانسان مصطلح التصنيع للعديد من الأسباب المنطقية والاقتصادية؛ وذلك لكونه أمر مهم في تقدّم وتطور الحضارات، إذ أنّه يخدم مصلحة العديد من الدول المتقدمة والنامية، خاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك لاعتبارها من أكثر الدول تصنيعاً وانتاجاً.
يمكن أن تكون التكنولوجيا هي تطبيق العلم المستخدم في تقدم المجتمع وأعضائه، خاصةً مع وجود العديد من الأشياء المطلوبة أو المرغوبة، هذا فقد تؤثر التكنولوجيا على حياتنا اليومية بشكلٍ مباشر وغير مباشر وفي نواح كثيرة.
إلى جانب ذلك فهناك قائمة للمنتجات التي تمثل تقنياتٍ مختلفة تساعد المجتمع وأعضائه للعيش بشكل أفضل، حيث أنّ كل هذه المنتجات هي من صانعٍ محترف، إذ تفيد في رفع وزيادة كفاءة الشركة المصنعة، وهذه العجائب التكنولوجية لن تكون متاحة للمجتمع إذ لم يكن بالإمكان تصنيعها.
يُعدّ التصنيع العامل الحاسم الذي يجعل التكنولوجيا ممكنة، إذ أنّ جميع الموارد الطبيعية للبلاد خاصةً الأراضي الزراعية القادرة على خلق الرواسب المعدنية واحتياطات النفط ثروةً أساسية للدولة المُصنعة، حيث تُشكل الزراعة والتعدين والصناعات المماثلة مانسبته “5 % ” من الناتج المحلي الإجمالي.
أمّا فيما يتعلق بعمليات البناء والمرافق العامة فقد تزيد نسبتها عن “5%” عن باقي الصناعات والخدمات بما فيها التجزئة والنقل والخدمات المصرفية والاتصالات والتعليم والحكومة، هذا وقد يُعدّ قطاع الخدمات من أكثر القطاعات انتاجاً حيث تصل نسبته إلى أكثر من “75٪” من الناتج المحلي الإجمالي.
إلى جانب ذلك فقد تحتل كل من الحكومة الفيدرالية والولائية والمحلية الناتج المحلي الإجمالي الأكبر في قطاع التصنيع، وعلى الرغم من أنّ حكومة الخدمات لا تخلق الثروة في عالم الاقتصاد الحديث، إلّا أنّه يجب على الدولة بشكلٍ عام أن تمتلك تصنيعاً قوياً خاصةً إذا كانت من الدول التي تمتلك موارد طبيعية كبيرة؛ وذلك لكونه من أهم العوامل التي تُساعد في تقوية الاقتصاد المحلي والعالمي.
ما هو التصنيع:
كلمة تصنيع مشتقة من كلمتين لاتينيتين، حيث تُشير إحداهما إلى كلمة اليد والتي تُعدّ العامل الأساسي في عملية التصنيع منذ القدم؛ لكون الصناعات في البداية كانت يدوية، أمّا بالإنجليزية فقد تعني كلمة التصنيع “عدة قرون” وعليها فقد أخذت هذه التسمية؛ للإشارة على طول المدة أو الفترة للمادة أو الابتكار الذي تم تصنيعه، وبناءاً على ذلك فقد يتصف التصنيع بدقة الأساليب اليدوية، وذلك إشارةً إلى المعنى الأول.
أمّا حالياً فإنّ معظم عمليات التصنيع الحديث يتم إنجازها بواسطة الآت حديثة، حتى أنّ التحكم بها يتم بواسطة استخدام الكمبيوتر، إذ أنّه يمكن فصل تاريخ التصنيع بناءاً على الاكتشاف والاختراع، إلى جانب اعتماده على التنمية القائمة عليها، وذلك بدءاً من نظم انتاج المواد والعمليات، وانتهاءاً بعمليات التسويق والصناعة؛ وذلك بهدف جعل تلك المواد والعمليات سابقة للنظام لآلاف السنين.
ومن أشهر الأمثلة التي تُشير إلى العمليات الإنتاجية القائمة حالياً ما يُعرف بعمليات الصب والتزوير والطحن والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 6000 سنة، إلى جانب ذلك فإنّ عملية التصنيع المبكر للأدوات ستكون أكثر انتاجاً ونجاحاً من العمليات الحرفية والتجارية التي كانت قائمة في العصور القديمة.
إلى جانب ذلك فإنّ عملية الانتاج والتصنيع تحدّث بشكلٍ رئيسي فيما يُعرف بالمصانع، حيث يتم فيها انتاج العديد من الصناعات كالأسلحة والمخطوطات والفخار والأواني الزجاجية وغيرها من منتجات الوقت الحالي، هذا وقد يتم فحص جميع جوانب أنظمة التصنيع ومناقشة أهم المواد والعمليات ووضعها ضمن ملاحظاتٍ يومية للعمل على تطويرها وتحديثها.
وعند الرجوع إلى أنظمة التصنيع التي تعتمد بشكلٍ رئيسي على طرق تنظيم الانسان والمعدات التي يستخدمها سيكون الإنتاج أكثر كفاءة وتطور، وهنا تبرز العديد من الأحداث والاكتشافات التاريخية والتي كان لها تأثير كبير على تطوير أنظمة التصنيع الحديثة.
هذا فقد ظهرت كلمة تصنيع الأولى باللغة الإنجليزية في حوالي عام “1567” للميلاد، والذي يؤكد على أنّه واحداً من أهم الاكتشافات الضرورية القائمة على أساس تقسيم العمل، والتي تعني ضرورة إعطاء كل عامل عملاً خاصاً به شريطة أن يكون موكل إليه مهاماً واحداً فقط.
بقي استخدام هذا المبدأ في العمل لسنواتٍ طويلة إلى أن قام الاقتصادي آدم سميث (1723–1790) بشرحها وتفصيلها لأول مرة في ثروة الأمم، إلى جانب ذلك فقد كان للثورة الصناعية (حوالي بين 1760-1830) الأثر الأكبر على الإنتاج والتسويق وبعدة طرق، حيث سعت وبشكلٍ رئيسي على تغيّر الاقتصاد من اقتصاد قائم على أساس الزراعة والحرف اليدوية، إلى اقتصاد يعتمد وبشكلٍ رئيسي على الصناعة والتصنيع.
هذا وقد بدأ التغيير في عمليات الصناعة ولأول مرة في إنجلترا، حيث تم اختراع سلسلة من الآلات الحديثة تعتمد في مبدأ عملها على قوة البخار واستبدال الماء والرياح وقوة الحيوان، مع ضرورة محاولتها في تصدير وابتكار تقنياتٍ جديدة، كما ساهمت العديد من الاختراعات بإحداث ثورة تجريبية ضخمة.
هذا وقد شهد منتصف أواخر القرن التاسع عشر التوسع الضخم والكبير في عمليات الصناعة خاصةً في مجال السكك الحديدة والسفن التي تعمل بالبخار وغيرها الكثير من الآلات التي خلقت حاجة متزايدة للحديد، ومع ذلك فلا تزال الدراسات قائمة للوصول إلى طرق جديدة يتم من خلالها انتاج كل ما هو جديد خاصةً تلك التي تعنى بانتاج الصلب.
ونتيجةً لاستخدام التكنولوجيا ومع تطور وسائل الصناعة واستمرار الدراسات تم ابتكار وتطوير العديد من المنتجات الاستهلاكية التي أصبحت مُتقدمة بشكلٍ أكبر مما كانت عليه، ومن أشهر الأمثلة على ذلك ابتكار آلة الخياطة، الدراجات، والسيارات.
يحدد بعض المؤرخين التطورات والتحديثات التي وصلت إليها الثورة الصناعية وذلك من خلال الآثار الناتجة عن أهم الآلات التي تم ابتكارها، حيث يظهر ذلك الأثر بشكلٍ رئيسي على كل ما يتعلق بأمور التصنيع والانتاج والإدارة العلمية.