خصائص أسوار القاهرة في عهد بدر الجمالي
اعتمد الفاطميون على أجناس مختلفة في تأليف جيشهم، ومن هذه الأجناس السودان والأرمن، بالإضافة إلى القبائل المغربية التي كونت عصب جيشهم الذين استطاعوا به السيطرة على مصر، وقد انعكست هذه السياسة على أمن البلاد واستقرارها بسبب التنافس بين هذه الأجناس، ولم يظهر خطر هذه السياسة في النصف الأول من العصر الفاطمي الذي ساده الوزراء العظام وتقلص فيه الخلفاء لضعفهم وقلة حيلتهم.
ويعتبر الخليفة المستنصر بالله الفاطمي مرحلة مفصلية بين الفترة التي حجبت فيها قوة الخلفاء خطر تنافس الأجناس المختلفة، والتي تكون منها الجيش وبين الفترة التي زاد فيها سلطان الوزراء وضعف فيها أمر الخلفاء، وكان للظروف الاقتصادية التي مرت بها مصر في عهد المستنصر -خاصة في الفترة التي بدأ فيه انخفاض النيل سنة 457 هجري واستمر سبع سنوات- أثرها الواضح على هذا التحول السياسي، فقد أدى انخفاض النيل إلى حدوث أزمة اقتصادية عرفت في التاريخ بالشدة المستنصرية، حيث قلت فيها الأقوات بمصر والقاهرة وغلت الأسعار وحدث شبه انهيار اقتصادي وبدأت الأخطار تهدد الدولة، خاصة من جهة النوبة المسيحية على الحدود الجنوبية لمصر.
وقد أدت الظروف جميعها إلى ضرورة الاستعانة بشخصية قوية تساعد الخليفة المستنصر على إدارة الأزمة والتغلب على ما تواجهه الدولة من صعاب وأخطار، فبعث إلى بدر الجمالي وإلى عكا يطلب منه القدوم إلى مصر ليتولى تدبير شؤون الدولة، ويصلح ما فسد فيها، فاشترط للموافقة أن يحضر معه من يختاره من جنوده وعساكر بالشام؛ حتى يستغني تماماً عن طوائف الجند المتنافسة التي تكون جيش الخلافة بمصر، وقبل الخليفة بشرطه بل رحب به، وعلى الفور جاء بدر الجمالي إلى مصر بحراً عن طريق ميناء دمياط ومنها إلى قليوب، وقبل أن يصل إلى القاهرة طلب من الخليفة القبض على القائد التركي فقبض عليه الخليفة وحبسه بخزانة البنود.
وصف أسوار القاهرة في عهد بدر الجمالي
وتعتبر أسوار القاهرة من أهم الأعمال المعمارية التي قام بها بدر الجمالي، حيث اهتم بإعادة تحصين القاهرة حماية لها من أي من اعتداء، خاصة وأن أسوار جوهر تهدمت، وبنى خارجها من الشمال والجنوب منشآت معمارية دعت الحاجة إلى إدخالها ضمن أسوار القاهرة التي اعتزم بدر الجمالي إنشائها.