أنظمة الاتصالات العسكرية - Military Communication System

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر أنظمة الاتصالات على مختلف أنواعها ومجالات استخدامها من أهم ما تهتم به وتدرك أهميته التنظيمات العسكرية الحديثة، بحيث تسعى إلى تطوير قدراتها وتأمين درجة سِرّيتها بالإضافة إلى حمايتها من نظم الإعاقة المختلفة (الرجعية في الأنظمة)، وتمثل الاتصالات عنصراً هاماً من عناصر القيادة والسيطرة والمعروف ب (CI3)، كُل دولة تسعى حالياً إلى إقامة نظام اتصالات يخدم قواتها في مختلف الأجواء وأثناء العمليات، وقد تلاحظ أنّ دول حلف الناتو تُراعي عند إقامة نظام خاص بها أنّ يكون له إمكانية التكامل مع أنظمة دول الحلف الأخرى، وذلك للمناورات المشتركة وتحسباً لأي عمليات ومواجهة التهديدات الخارجية.

أهداف أنظمة الاتصالات العسكرية:

هذه النظم جميعها تشترك في عدّة أهداف ومتطلبات، بحيث تهدف إلى:

  1. القدرة على مقاومة الإعاقة.
  2. زيادة عدد الترددات العاملة في الشبكة.
  3. ترابط الشبكات ببعضها البعض وزيادة حجم هذه الشبكات.
  4. تواجد القدرة على تبادل المعلومات آلياً بين الكتائب، وبأحجام وسرعات كبيرة تغطي جميع الأماكن في الدولة.
  5. استخدام أنظمة إرسال رقمية لضمان القدرة على التحكم بها وللحفاظ على السرية التامة في النقل من السرقة والتجسس.

بالتالي تُزود شبكات الاتصالات القادة العسكريين بأنظمة تتميز بسرعتها ومرونتها وإمكانية التبادل السريع والآمن للمعلومات التي تكون لها أهمية كبيرة أثناء المعركة أو الحاجة للاتصال بالظروف العصيبة، ونجد أيضاً أنّه نظراً لأهمية شبكة الاتصالات الثابتة والمتحركة، فإنّ دولاً كثيرةً قد قامت بتنفيذ أنظمة الاتصالات التكتيكية والاستراتيجية الخاصة بها؛ لمسايرة التقدم التكنولوجي ولضمان مزيد من السرعة والسرية للمحادثات، وذلك إنّما يدعو إلى وصف بعض أهم الأنظمة العالمية وأكثرها شهرة، وحتى يتم الاستفادة من التنظيم لهذه الشبكات فبعضها يعمل على المستوى التكتيكي والآخر يعمل على المستوى الاستراتيجي.

أهم أنظمة القيادة والسيطرة العالمية:

النظام الإنجليزي – Wavell:

يُعد هذا النظام أول مُتنفس للجيوش بحيث عمل على تنظيم حركة الأفراد والكتائب، هو نظام كمبيوتر آلي لمعالجة البيانات في ساحة المعركة، مصمَّم لقبول المعلومات من جميع وكالات استخبارات ساحة المعركة، وإنتاج هذه المعلومات عند الطلب في نسخة ورقية أو على (VDU) ثم يتم استخدام المعلومات لمساعدة القادة وطاقمهم في تحليل المعلومات الاستخبارية والعمليات اللاحقة، وقد تم إدخال التعديلات على (Software) الخاص بالحاسب الآلي للنظام حتى يماثل التنظيم العسكري ويتم عرض البيانات والمعلومات المتبادلة على شاشة مُتبعة نفس التسلسل العسكري.
وهو من أصل إنجليزي دُخل في خدمة الجيوش، ويستخدم أيضاً على مستوى القيادة أثناء العمليات ومعرفة إحداثيات القوات، وقد تم إدخال بعض التعديلات على الحاسب الآلي لزيادة قدرة الذاكرة، بالإضافة إلى خمس ذاكرات رقمية إضافية بقدرة 48 ميجابايت، كي يقوم النظام على إعطاء ذاكرة كلية بقدرة حوالي 240 ميجابايت، وهذا النظام أُستخدم في ربط وحدات القوات البريطانية الثابتة وأيضاً مع طائرات الهارير الإنجليزية والتي تتبع نظام الإقلاع والهبوط العمودي (V/Stol).

النظام الإنجليزي – Ptramigar:

 أُستخدم هذا النظام مع الجيش والقوات الجوية الإنجليزية على المستوى التكتيكي، وذلك لإتاحة قدرات وتأمين أكبر باستخدام نُظم تغيير مختلفة وتبادل المعلومات مع الوحدات المختلفة، ويتكون النظام من شبكة من التحويلات سابقة البرمجة ومرتبط بها عدد من قنوات الاتصالات المتعددة، ويرتبط النظام بالأنظمة الاستراتيجية والتكتيكية والمدنية ويكفي عدد 20 تحويلة لخدمة أحد الأسلحة، ويرتبط بالنظام معدات ربط لاسلكيةٌ طول كل منها حوالي 24 كم وتحتوي على 10 إلى 32 قناة بسرعة إرسال تصل حتى 412 كيلوبايت- ثانية، ويرتبط بكل منها 340 مشتركاً يمكن أن يكون نصفهم محملاً على عربات.

النظام الأسترالي – Discon:

قام الجيش الأسترالي بإنشاء نظام الاتصالات الرقمي الاستراتيجي (Defense Integrated secure communication (discon) network) وذلك لتأمين الاتصالات الخاصة بالمحادثات والتلجراف، ويغطي هذا النظام عدة مناطق ومدن ترتبط مع بعضها بأنظمة اتصالات (Fax mile) والاتصالات العسكرية بقدرة 2 ميجابايت باستخدام حاسب آلي وكبديل لها يتم استخدام شبكة اتصالات (HF) ويتم إرسال المعلومات فيها بطريقة رقمية.

النظام الفرنسي – RITA:

يُستخدم هذا النظام من قبل الجيش البلجيكي والجيش الفرنسي بطريقة الاستخدامات التكتيكية الحربية، ويتم إقامة المراكز الرئيسية لنظام الاتصالات (Nodal stations)، والتي تحتوي على أبراج الاتصالات الإلكترونية فوق مناطق مرتفعة وترتبط ببعضها باستخدام خط رؤية مباشرة (Line of sight)، وباستخدام إمكانيات الميكرويف الرقمية والاتصالات بالأقمار، والمسافة بين كل نقطة وأخرى يصل حتى 40 كم، ويرتبط مركز القيادة الرئيسي بمركز هذه التحويلات الرقمية بواسطة كوابل أو أسلاك معدنية، ويمكن ربط 12 مركزاً باستخدام 6 وحدات تعمل على شبكات الاتصالات المعدنية، ويُمكن تكامل هذا النظام بأنظمة دول حلف الناتو المختلفة.

وهناك أنظمة أخرى؛ مثل النظام الأمريكي (JTIDS Joint Tactical Information Disribution System) والذي أتاح للقادة العسكريين على المستوى التكتيكي تبادل المعلومات عن طريق نظم اتصالات مؤمنة ومشفرة، ويتم تطبيق ذلك على نقل الصورة (Fax) والحواسيب الآلية المستخدمة في مثل هذه الأنظمة وغيرها.

وقد استخدمت نظريات التشفير الحديثة على الأجهزة والمعدات المكوّنة لأنظمة الاتصالات كوسيلة لحفظ سرية المعلومات ومنع التجسس والاختراق، فقد أصبح الإرسال يتم باستخدام النظام الرقمي حيث يتم تشفير البيانات باستخدام طريقة نقل عكسية في جهاز الاستقبال، ومثال لذلك نظام (RAVEN) الأسترالي والمكون من معدات إشارية (VHFCHF) سواء كانت إرسال صورة أو صوت أو نقل معلومات، فقد زودت بأجهزة حماية من الإعاقة (FCCM) بالإضافة إلى استخدام الاتصالات الخطية واللاسلكية ونقل وتبادل المعلومات ومتابعة المواقف والإنذار.


شارك المقالة: