من المعروف أنه يشغل أواسط منطقة الانتقال في أغلب الأحيان فتحات النوافذ أو القمريات، وفي أحيان قليلة تخلو من أي منهما، وقد ارتبط تطور هذه الفتحات بتطور منطقة الانتقال، وإن كان هذا لم يمنع وجود استثناءات أحياناً لهذه القاعدة.
ويمكن أن نميز بين نوعين من القمريات شاع استخدامهما في أواسط مناطق انتقال القباب في ذلك العصر وبخاصة بمدينة القاهرة، فضلاً عن القباب في المدن والقرى المصرية الأخرى.
أنواع أواسط منطقة الانتقال في القباب العثمانية:
- النوع الأول: وهو عبارة عن أربع قمريات قندلية بواقع قمرية في كل من ضلع من أضلاع أواسط منطقة الانتقال تتكون كل منها من قمريتين مطاولتين متجاورتين تعلوهما قمرية مستديرة، ويكاد يكون هذا النوع هو الشكل الأكثر شيوعاً خلال العصر العثماني، ومن أمثلة ذلك أواسط منطقة انتقال كل من قبة الكلشني وقبة الشيخ سعود.
وقد غشيت فتحات هذه القمريات إما بأحجبة من خشب الخرط أو بأحجبة من الجص المفرغ والمعشق بالزجاج الملون، إلا أن بعض التغشيات قد سقطت ومن ثم فقد تركت القمريات مفتوحة وبعضها رمم على نفس النسق القديم، ومن الأمثلة الباقية خارج القاهرة أواسط منطقة انتقال كل من قبة جزر وقبة أبو يزيد البسطامي وغير ذلك، وقد ظهر هذا النوع من القمريات قبل ذلك في العديد من أواسط مناطق انتقال القباب المملوكية ومنها قبة بحري.
- النوع الثاني: وهي عبارة عن أربع قمريات قندلية مركبة، بواقع قمرية في كل ضلع من أضلاع أواسط منطقة الانتقال وتتكون هذه القمرية من ثلاث قمريات مطاولة متجاورة تعلوها ثلاث قمريات مستديرة، كما نشاهد هذا النوع في أواسط منطقة انتقال قبة محمود باشا الملحقة بجامعة (بميدان صلاح الدين أسفل القلعة).
أما في العصر المملوكي فقد ظهر هذا النوع في العديد من القباب ومنها قبة نصر الله والقبة المعروفة بالسبع بنات وقبة سودون أمير مجلس، هذا ويلاحظ أنه توجد بعض النماذج من أواسط منطقة الانتقال تخلو من وجود القمريات بنوعيها البسيط أو المركب ومنها قبة الشيخ سنان، إلى جانب ذلك فقد نشاهد ذلك أيضاً في بعض أواسط مناطق انتقال القباب المملوكية ومنها قبتي التربة السلطانية وقبة يونس الدوادار وقبة حمام المؤيد.