الأخشاب في العمارة اليمنية القديمة

اقرأ في هذا المقال


سمات مادة الخشب في العمارة اليمنية القديمة:

الأخشاب من مواد البناء الهامة التي استخدمت على نطاق واسع في العمارة اليمنية القديمة نتيجة لتوفرها بكميات كبيرة وأنواع مختلفة في بيئة اليمن الزراعية ووجود الغابات فيها، وهي ذات نوعيات جيدة صالحة للاستخدام في العمارة.
دلت الاكتشافات الأثرية الجديدة في السنوات الأخيرة أن مملكة حضرموت بخلاف الممالك الأخرى في اليمن القديم استخدمت الأخشاب بشكل واسع ومكثف في العمارة بمختلف أنواعها، وبدأ استخدامه منذ بداية ازدهارها على ضفاف الأودية في المنطقة الشرقية من اليمن، وقد لاحظ ذلك الرحالة الإغريقي ومنهم استرابو عند زيارته للعاصمة شبوة في الربع الأخير من القرن الأول قبل الميلاد، وذكر أن المنازل الموجودة في المدينة ذات تركيب أو هياكل من الخشب، تشبه من حيث تكوينها المنازل المصرية.

استخدامات مادة الخشب في العمارة اليمنية القديمة:

أكدت التنقيبات الأثرية التي قامت بها البعثة الفرنسية في موقع مدينة شبوة صحة ما ذكره الرحالة الإغريقي، ودلت الإحصائيات على استخدام الخشب في بناء 83 مبنى بشكل متكامل، كما دخل في بناء كل مباني المدينة بشكل جزئي، وكان أغلبها من شجر العلب (السدر) الموجودة في المنطقة، وذلك بسبب قدرتها على التحمل والتكيف وطول عمرها، بحيث كانت تستخدم أكثر من مرة في بناء أو أكثر بعد تهدمه، ووصلت كمية الأخشاب المستخدمة في بناء القصر الملكي في العاصمة إلى ربع كمية مواد البناء المستخدمة في البناء، وإلى جانب استخدامها في هيكل القصر على شكل أعمدة تقوم على قواعد حجرية، ويرجح أن الأعمدة كانت تغلف بالبرونز.
واستخدمت الأخشاب في المباني الدينية والمدينة في مملكة حضرموت في أغلب الأحيان كأعمدة إلى جانب هياكل المباني والسقوف، وتزامن ذلك مع بداية الاستيطان في مدينة شبوة، حيث تبين أن أول مرحلة للبناء بالخشب تمت على أساسات من الحجارة على شكل دعامات وزعت على شكل صفوف متوازية، وصل بينهما من أعلى بعوارض خشبية.
واستخدم الخشب في عدد من معابد المملكة كأعمدة، وخاصة في القاعات ذات الأسقف المحمولة، وكانت تطلى بالجص، بينما تكون القواعد والتيجان من الحجارة، إلى جانب قدس الأقداس الذي يكون غالباً مسقوفاً ويحمل صفّان من الأعمدة، كما هو الحال في معابد مستوطنة الحريضة.


شارك المقالة: