وصف الأسبلة التقليدية العثمانية في أوروبا:
يتكون هذه الطراز في جوهره من مساحة مستطيلة أو مربعة تختلف من سبيل لآخر حسب المساحة المخصصة للبناء، وفيما إذا كان مستقلاً أو ملحقاً بغيره من العمائر، ويطل غالباً على الشارع من خلال واجهة مقوسة أو نصف دائرية تشمل على شبابيك السبيل التي يترواح عددها في هذا الطراز من ثلاثة إلى خمسة شبابيك وأحياناً يتوج هذه الشبابيك عقود مستقيمة (أعتاب)، ولكنها غالباً ما توضع في دخلات تتوج بعقود يختلف نوعها من سبيل لآخر.
وترتكز هذه العقود على أعمدة مدمجة ويغطي حجرة السبيل غالباً قبة يختلف طرازها من سبيل لآخر، كما يوجد رفوف أعلى واجهة السبيل غالباً ما تنتهي بنهاية الواجهة، ولكنه أحياناً ولا سيما في الأسبلة الملحقة يمتد إلى الجانبين متصلاً بما يتوج واجهة المبنى الملحقة به، ولهذا الرفرف أيضاً أشكالاً مختلفة ولاسيما عندما ركبت الناس حمى وارتموا في أحضان الباروكية.
خصائص الأسبلة التلقيدية في أوروبا:
حظيت الأسبلة التقليدية في أوروبا بالعناية الفائقة سواء من حث عمارتها أو من حيث نقوشها الكتابية والزخرفية، وخير ما يؤكد ذلك تلك الرسوم المحفورة والصور الفوتوغرافية النادرة من القرن 13 هجري، فضلاً عن النماذج الباقية، كذلك كانت توقف على تلك الأسبلة الأوقاف الكثيرة المغلة حتى تقوم بوظيفتها المنطودة بها خير قيام، فضلاً عن صيانتها وغير ذلك من أوجه الصرف المختلفة.
وترجع أقدم النماذج الباقية إلى النصف الثاني من القرن 10 هجري وتتمثل في السبيل الذي لحقه خوجه معمار سنان بترتيبه في إسطنبول قبل 996 هجري، وهو ذو خمسة شبابيك مربعة تعلوها عقود مستقيمة أو أعتاب، ويتوج واجهته رفوف مائلة لأسفل وقبته ذات تضليعات منفصلة.
ومن الأمثلة التالية مباشرة السبيل الأعظم خوجه سنان باشا الملحق بمجمعه في منطقة خارج قابي بالقرب من حي بايزيد في الجزء الأوروبي من إسطنبول، ويُعد أول أنموذج باقٍ لظهور البائكة الثلاثية التي تحددها هيئة الشبابيك وتتكون هذه البائكة من عقود مدببة ترتكز على أعمدة مدمجة، أما فتحات الشبيابيك نفسها فمربعة أيضاً، تعلوها عقود مستقيمة أو أعتاب، كما أن أبدع الأسبلة العثمانية المعروفة إنما ترجع إلى عصر اللاله وما تلاه.