تاريخ الأسوار العسكرية:
لقد أثبتت المصادر بوضوح ما كان للأسوار من دور في حماية المدن وإثبات وجودها، وانطلاقاً من هذا اعتبر السور من المعايير الحضارية التي تميز المدن، ومدينة مستغانم من المدن التي كانت تحيط بها الأسوار منذ القرن الخامس الهجري 11 ميلادي، إلا أنه لم يبرز دورها إلا في العهد العثماني من خلال الصراعات التي كانت قائمة بين الأراك والإسبان حول المدينة.
هذا ونشير إلى إن هذه الأسوار لم يبق منها في الوقت الحالي إلا بعض الأجزاء في مواضع محصورة، وفي بعض الأركان أسوار حديثة تعود للفترة الاستعمارية بنيت على أنقاض السور القديم، لذلك لا تظهر للعيان إلا بعد الحفر والبحث الدقيق.
الأسوار العسكرية في مدينة مستغانم:
إن أو ما يلفت النظر في أسوار مدينة مستغانم الوادي الذي يخترقها في وسطها تقريباً، وأما الأسوار فتحيط بالعمران الحالي للمدينة من جميع الجهات وإن كانت متقطعة في بعض الأماكن ومنعدمة في أخرى.
يتخذ السور بصفة عامة شكلاً غير منتظم ناتج ربما عن موقع المدينة بالنسبة للنهر، إضافة إلى تضاريس المدينة التي تتميز بالانحدار نحو البحر، وبذلك امتدت الأسوار مع حدود هذا الانحدار في جميع الجهات تقريباً، ومن الصعب الجزم حالياً بالمسار الحقيقي لأسوار المدينة العثمانية، وذلك بعد تظافر عوامل التخريب الطبيعية والمقصودة معاً، خاصة وأن الاستعمار الفرنسي قام بإعادة بناء الأسوار وتهديم أخرى بما يناسب التهيئة الجديدة للمدينة.
وبالرغم من ذلك قمنا بتتبع مسار بعض الأجزاء التي ما تزال باقية تحتضر بين ثنايا المنازل والشوارع متخذين حصن الترك المتاخم للسور الشرقي كنقطة مرجعية، بحيث إذا اتجهنا من حصن الترك نحو الجهة الشمالية الغربية فإن السور ينحدر إلى جهة وادي عين الصفراء مروراً بباب مجاهر.
ولقد عثرنا على بعض أجزائه أسفل حصن الترك وهو ما توضحه أكثر صورة التقطت أثناء الفترة الاستعمارية للسور قبل اندثاره، وجزء آخر منه أسفل باب مجاهر، وهذا يدل على أن السور كان بهذا الاتجاه، وللإشارة فإنه لم يبق منه إلا أجزاء على ارتفاع يتراوح ما بين 1 متر و1.50 متر، وهو ما توضحه أكثر صورة التقطت في العهد الاستعماري للسور الشرقي، ثم يواصل مساره قاطعاً وادي عين الصفراء بمحاذاة حي الطبانة محتمياً حماية طبيعية بمنحدر صعب.