الأسواق والخانات في العمارة الإسلامية السورية

اقرأ في هذا المقال


الخانات في العمارة الإسلامية السورية:

لا بد من إبراز أهمية الخانات في العمارة الإسلامية، وقد عرفت في العصور الإسلامية الأولى، فهي أبنية تم بنائها لغرض إقامة المسافرين وقوافل التجار، لعل أقدم خان أنشىء في العهد الإسلامي هو الخان الذي بناه الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك عام 109 هجري/ 728 ميلادي على مقربة من قصر الحير الغربي البادية السورية، وقد نقش على ساكف بوابته كتابة تذكر اسم المعمار (ثابت بن أبي ثابت) وتاريخ الإنشاء وحفظت في المتحف الوطني بدمشق.
يحتوي الخان على صحن واسع توجد في وسطه بركة ماء كبيرة، كما يحتوي مخازن ومستودعات وحوانيت جميعها تفتح على الصحن لإيداع البضائع، كما تحتوي على غرف السكن فوق المستودعات، وقد انتشرت الخانات بشكل كبير في العصر المملوكي، وأما في العهد العثماني فقد تم العناية الخاصة بالخانات والأسواق، حيث قاموا بتوسيع وزيادة المبادلات التجارية بين الأقطار الخاضعة للإمبراطورية العثمانية، فانتشرت مجموعة من الخانات على طول الطرق التجارية وفي المدن وخاصة حلب ودمشق وحماه.

الأسواق في العمارة الإسلامية السورية:

أما الأسواق فتحتل مركز المدينة العربية، وقد تخصصت كل منها بنوع خاص من البضاعة، مثل سوق الحرير وسوق البزورية وسوق الخياطين وسوق الصاغة وسوق السروجية وسوق الخيل وسوق السلاح في دمشق وسوف الجوخ وسوق الحبال وسوق العطارين في حلب.
إن هذا التخصص والتنوع ويعتبر مظهراً بديعاً من مظاهر الأسواق العربية والإسلامية والأسواق العربية السورية، وهي متاحف شعبية قل أن نجد لها مثيلاً في كثير من أسواق المدن الأخرى، وتأتي أسواق دمشق وحلب في طليعة أسواق المدن العربية والإسلامية، حيث يمتاز أكثرها بسقوفه نصف الاسطوانية والعقود الضخمة التي تؤمن للإنسان مأمناً مريحاً من حر الصيف ومطر الشتاء وبرده.
كما أن كثيراً من هذه الأسواق لا تزال تحتفظ بطابعها الجميل وعقودها المقببة الضخمة وبخاصة أسواق مدينة حلب، التي تعتبر مظهراً رائعاً للسوق العربية والإسلامية، وهي تعود للقرنين الخامس عشر والسادس عشر للميلادي، وأشهر هذه الأسواق سوق الفرائين وسوق السراجين وسوق الزرب وسوق العطارين وسوق الخيش وسوق السقيطة، وتمتد أسواق حلب متعارضة ومتداخلة على مسافة خمسة عشر كيلو متراً في بقعة مجمعة غربي حلب يطلق عليها اسم المدينة.


شارك المقالة: