سمات الأضرحة والترب في العمارة الإسلامية السورية:
عرفت بلاد الإسلام كلها الأضرحة والترب والمقامات التي تنشأ فوق القبور، وأكثرَ المسلمون من إنشائها، وكانت التقاليد المعمارية الشائعة في العمارة الإسلامية هي عملية وجود الضريح في حرم الجامع، ومن نماذج هذه الأضرحة ضريح النبي يحيى في الجامع الأموي في دمشق وضريح النبي زكريا في الجامع الكبير في حلب وضريح خالد بن الوليد في جامعة في مدينة حمص.
ولقد لقيت الأضرحة والترب اهتماماً كبيراً في العهد السلجوقي، حيث تمكن السلاجقة من ابتكار وإنشاء مبنى معماري خاص فوق القبر يتكون من بهو تقام عليه من الأعلى قبة، كما تنوعت أشكال الأضرحة في العصر السلجوفي، حيث بنيت على شكل أبراج اسطوانية ذات أضلاع وواجهات أو على شكل عمائر ذات قباب.
كثر بناء الأضرحة والترب في العصر الأيوبي، ولكن انتشارها زاد بشكلٍ كبير في العصر المملوكي، ومن حيث التصميم فتشبه تصميم الأضرحة والترب التي كانت معروفة في العصور السابقة، لكنها تطورت في هذا العصر بازدياد ارتباط الضريح ببناء الجامع أو المدرسة، حيث أصبح هناك دمج قبة التربة مع المصلى والجمع بين التربة والمسجد أو التربة والمدرسة.
التصميم المعماري للأضرحة والترب:
أما من حيث التصميم المعماري فقد أخذت بعض الترب نظاماً مستقلاً في تشكيلها المعماري، حيث بنيت الترب بتخطيط خاص، كما يوجد لها جبهة حجرية ضخمة وجميلة وفيها بوابة مرتفعة تزينها المقرنصات، إلى جانب ذلك فقد كانت تتألف من قاعدتين إحداهما للمصلى وآخرى للضريح مسقوفتين بقباب مرتفعة وجميلة، وكانت غرفة الضريح المركز الهام للزخرفة المختلفة والأشكال والأنواع.
وقد اتخذت هذه الترب طابعاً مميزاً لفن العمارة الإسلامية، فكانت على الغالب في بنائها مربعة ومن فوقها قباب، أما إذا كانت هذه الترب قد توحدت في قاعدتها المربعة، فإنها قد تغايرت من حيث الشكل والنوعية، وهي تتصل جميهاً بعنق مستدير أو مضلع ذي مقرنصات، حيث أن منشأ التربة كما يلاحظ في كثير من الأحيان يقيم بجواره مصلى يصلي فيه الناس، ويسألون الرحمة لصاحبها الرافد تحت قبتها، لهذا فقد بنيت في كثير من الأضرحة والترب قبلة ومحراب وأضيف في بعضها منبر بحيث تصبح مسجداً.