وصف البادستانات العثمانية في أوروبا:
لعل أول ما يلفت النظر إلى البادستانات الباقية أنها تذكرنا بالتخطيط ذي الأوراق المتقاطعة التي تغطيها القباب والأقبية، والتي صممت على أساسة الكثير من العمائر الدينية والمدينة، ومنها المساجد والصهاريج وغير ذلك، هو الأمر الذي يؤكد لنا صلاحية التخطيط لتأدية أكثر من وظيفة في العمارة الإسلامية بعد عمل بعض المعالجات والمفردات والعناصر المناسبة لكل وظيفة وتساعدها في أن تقوم بها خير قيام.
وعلى الرغم من ذلك يظل جوهر التخطيط واحداً من السهل إدراكه للوهلة الأولى، ولحسن الحظ بقيت بضعة في كل بادستانات في كل من أدرنة وإسطنبول وغاليبولى، ويمكن من خلال أن يلاحظ طراز هذا النوع من المنشآت التجارية وخصائصه المتعددة.
خصائص البادستانات العثمانية في أوروبا:
أول ما يقابلنا في أوروبا العثمانية بادستان أدرنة، الذي يعد من أبدع ما بقي من العمارة العثمانية عامة وفي أوروبا خاصة، ويرجع تاريخ إنشائه إلى عصر جلبي سلطان محمد في الفترة ما بين 816-824 هجري، وقد وقفه على المسجد العتيق أو القديم في أدرنة، وهو ذو مساحة مستطيلة تبلغ (56.30 × 19.80 متر) من الداخل، كما تعلوه 14 قبة، وتوجد خلف كل قبة في الضلعين الطويلين حجرتان مقبيتان باستثناء القبة الوسطى، حيث إنها تعلو المربعة التي تلي باب الدخول.
وبذلك يصل عدد الحجرات في هذين الضلعين إلى 24 حجرة بواقع 12 حجرة بكل ضلع، أما كل من الضلعين القصيرين فيحوي كل ضلع منهما 6 حجرات مقبية بواقع ثلاث حجرات عن يمين المدخل ومثلها عن يساره، وبذلك يصل عدد الحجرات في هذين الضلعين إلى 12 حجرة.
أما من الخارج فتلتف الحوانيب حول البادستان من جوانبه الأربعة، وبيلغ عددها في الضلعين الطويلين 32 حانوتاً، بواقع 16 حانوتاً بكل ضلع، منها 8 عن يمين المدخل ومثلها عن يساره، أما حوانيت كل من الضلعين القصيرين فيبلغ عددها 16 حانوتاً بواقع 8 بكل ضلع منها 4 عن يمين المدخل ومثلها على يساره، ومن الملاحظ أن جميع الحوانيت متشابهة في شكلها متساوية في مساحتها، ويستنثى من ذلك حوانيت الأركان الأربعة والحوانيت التي توجد على جانبي المداخل الأربعة، فقد اتخذت هي الأخرى نمطاً موحداً لها، وقد استخدم في بناء البادستان الأحجار والآجر مما أعطاها طابع مميز.