وصف البيمارستان المؤيدي:
يعد بيمارستان المؤيد ثاني بيمارستان يقام بمدينة القاهرة في العصر المملوكي بعد بيمارستان المنصور قلاوون، وقد أقيم البيمارستان بالصورة بالقلعة تجاه الطبلخانه السلطانية في موقع المدرسة الأشرفية التي أنشاها شعبان بن حسين بعد أن هدمها الناصر فرج بن برقوق، وكان لوقوع البيمارستان فوق ربوة مرتفعة (الصوة)، وهي نتوء طبيعي تجاه موقع القلعة أثر كبير على مصيرة فيما بعد، إذ كانت تستخدم في الضرب على القلعة أثناء حصارها، كما كان المتحصنون بالقلعة يضربون أيضاً البيمارستان والمدرسة الأشرفية من قبله.
وقد كان لذلك أكبر الأثر في هدم المدرسة الأشرفية حتى قام السلطان المؤيد ببناء البيمارستان فوق مساحة المدرسة الأشرفية وعلى بقايا جدرانها السفلى القوية، والتي تبدو واضحة في الأجزاء السفلى من البيمارستان، حيث لم يقم الناصر فرج بن برقوق بهدم المدرسة الأشرفية جميعها، بل أنه بقي على أساساتها القوية لإعادة الاستخدام كحصن يواجه القلعة عن الضرورة.
ميزات البيمارستان المؤيدي:
يظهر الاختلاف من نوع الأحجار التي بني بها البيمارستان، والتي تختلف من حيث الحجم عن أحجار المدرسة الأشرفية، كما يظهر واضحاً بقايا المدرسة الأشرفية التي استغلها السلطان المؤيد في بناء بيمارستانة في الآتي:
- النفق الكبير الذي يمر أسفل البيمارستان من الواجهة الشمالية الشرقية إلى الجهة الجنوبية الغربية، ويصل بين سكة الكومي ودرب اللبانة حالياً، وقد أغفل ذكر هذا النفق بوثيقة مما يؤكد وجودة من قبل عمارة المؤيد.
- الواجهة الكبيرة التي تطل على تكية تقي الدين البسطاني من الجهة الجنوبية الغربية، والتي ترتفع مبانيها طابقين، وهي مبنية بأحجار الدستور الضخمة، وتختلف عن مباني البيمارستان، مما يرجح أيضاً أنها من مباني المدرسة الأشرفية، وتمثل الحد الجنوبي الغربي لها، وهي نفس حدود البيمارستان القديم من هذه الجهة، والذي شغلته مجموعة كبيرة من المنازل التي أقيمت القرنين التاسع عشر والعشرين.
وقد بدأ العمل في بناء البيمارستان في أولى جمادى الآخرة سنة 821 هجري في تنظيف موقع المدرسة الأشرفية، مما بها من مخلفات وبقايا مهدمة، ويرجح كرزويل أن جامع البيمارستان أوقف استخدامه قبل عام 1123 هجري، وهو تاريخ إنشاء جامع السكري الذي أقيم أمام الواجهة الرئيسية للبيمارستان.