اقرأ في هذا المقال
تخطيط البيوت القطرية التقليدية:
حاول المعماريون في تلك الفترة جعل بناء البيت ملائماً لعوامل كثيرة تحدد تخطيطه وشكله العام كالمناخ ونمط الحياة الاجتماعية ونمط الحياة الاقتصادية والمواد المتوفرة للبناء، إن لكل بيت من البيوت حوش (فناء) هو مصدر النور والهواء لمرافق الدار المختلفة، كما أن للغرف منافذ متعددة يدخل منها النور والهواء.
تختلف البيوت من حيث المساحة التي تشغلها،حيث أن بيوت الأغنياء تمتاز بمساحتها الكبيرة مقارنةً بغيرها من البيوت، كما أنها تتألف من غرفة الضيوف وغرفة الحريم وقسم الخدم وحوش البيت، إضافةً إلى أنها أكثر إتقاناً من حيث مواد البناء وشكله وزخرفته، وتكاد لا تخلو معظم البيوت القديمة من بئر يؤخذ منها الماء لغسل الأواني والملابس ورش الحوش وري الشجر إن وجد، حيث لا يستعمل ذلك الماء للشرب حيث أن ماء الشرب كان يستجلب من العيون.
زخرفة البيوت القطرية القديمة:
تتميز بيوت الميسورين من أهل قطر والخليج العربي بالزخارف الجصية المحفورة، يغلب عليها النمط الهندسي وأحياناً صور النباتات، كذلك الأبواب الخشبية وخاصة أنوفها والنوافذ وهي بدون شك من روائع الإبداع الفني، وقد تزين النوافذ بالزجاج الزاهي الألوان، حيث تفنن أصحاب البيوت في تجميلها من الخارج والداخل، فمن الخارج كانت زخرفة الجدران بالدخلات الجدارية المستطيلة ذات النهايات والعقود المدببة ونصف الدائرية.
أما داخل الغرفة فهناك الزخارف المحفورة على الجص الذي تلبس به الجدران، وهي زخارف هندسية أو نباتية تنقش في أماكن محددة ومنتظمة على شكل حشوات مستطيلة أو مفصصة أو نصف دائرية، بالإضافة لعدة أنواع مختلفة من الأفاريز تحت مستوى السقف الخشبي وهي عادة تشبه أسنان المنشار أو الهرم المدرج، ولا تخلو الغرف من وجود الكوى (الرواشن) التي هي دخلات مستطيلة أبعادها 70 * 50 سم تقريباً وقد يصل عمقها إلى 25 سم تقريباً، توضع بها أسرجة الإضاءة وأدوات الزينة وأباريق ماء الورد وغيره.
مميزات البيوت التقليدية القطرية:
يمتاز البيت التقليدي في قطر وفي منطقة الخليج العربي عموماً في نواقص تجعله لا يتناسب مع فصل الشتاء، حيث أن معظم مرافقه تتعرض للبّرد والرياح، في حين تمتاز بأنها توفر الراحة لمن يعيش فيه في الصيف الطويل الشديد الحرارة، وقد وقف المعماري في قطر ومنطقة الخليج في إنشاء بيوت تتفق والمناخ التي تسوده الحرارة والرطوبة وتنظيم مرافق البيت حسب متطلبات أهله.