التحليل المعماري لقلعة المعترض

اقرأ في هذا المقال


ما تزال قلعة المُعترض تضم الواجهات الخارجية الأربعة التي تمتاز بارتفاعها واشتمالها على العديد من العناصر المعمارية والدفاعية المتنوعة، والتي لعبت دوراً كبيراً في حصانتها وبالتالي تستطيع القلعة تحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله.

الواجهات المعمارية لقلعة المعترض

الواجهة الجنوبية: تمتد هذه الواجهة من الشرق إلى الغرب بمسافة (26.80م)، ويبلغ ارتفاعها عند جدار المدخل حوالي (20م)، وهذه الواجهة تمثل جداراً خارجياً لكتلة البوابة والحجرة المجاورة لها وسلم صاعد تعلوه حجرة للمراقبة وتنتهي الواجهة بجدار سور القلعة، وكتلة البوابة تتصدرها فتحة مدخل ذات عقد مدبب يبلغ ارتفاعها نحو (3.10م) واتساعها (2.20م) تعلوها نافذتان، بينما الحجرة المجاورة التي تلي البوابة من جهة الغرب يبرز جدارها عن جدار البوابة بنحو (80سم).

كما تهدم الجانب الغربي منها أما جدار السلم الصاعد والحجرة العلوية فقد تهدم بكامله ثم يرتد جدار الواجهة نحو الداخل بنحو (4.45م) يليه من جهة الغرب جدار السور الجنوبي، حيث يمتد بمسافة (7.40م) ويبلغ ارتفاعه نحو (5م) وسمكه (1.40م)، وتضم الواجهة الجنوبية عدداً من الحليات المعمارية والزخرفية والعناصر الدفاعية.

 الواجهة الشرقية: تطل هذه الواجهة على جامع قرية المُعترض وتلتصق به في الجزء الشمالي منها، وهي تمتد من الشمال إلى الجنوب بمسافة (41.30م)، كما أنها ذات ارتفاع شاهق يبلغ عند كتلة البوابة حوالي (12م)، وقد تهدمت بعض أجزائها وخاصة في الجانب الشمالي، وتتخلل هذه الواجهة عناصر معمارية ممثلة في ثلاث نوافذ فتحت في جدار الحجرة العلوية لكتلة المدخل تعلوها أشكال معقودة ترتد نحو الداخل.

كما تتخلل هذه الواجهة صفوف من فتحات البنادق الضيقة (مزاغل) وزينت بتكوينات معمارية زخرفية من الأشرطة الهندسية والأشكال الثمانية، والتي تشبه مثيلاتها في الواجهة الجنوبية، وزيادة على ذلك هناك شريطان يلتفان حول الحجرة العلوية الوسطى في الواجهة نفسها؛ فالأول السفلي عبارة عن خطين يسيران بشكل متواز يحصران بداخلهما أشكالاً مثلثة نتجت عن تكرار وضع ثلاث قطع من الآجر فوق بعضها، بحيث يكون نصفها الأول مغروس في الجدار والنصف الثاني يبرز إلى خارج الجدار، أما الشريط العلوي فيتألف من خطين متوازيين من قطع الأجزاء، حيث قسم إلى مناطق مربعة تضم كل منطقة منها أشكالاً هندسية مكررة نتجت عن وضع قطع الآجر بشكل بارز إلى خارج الجدار بمقدار (5سم).

الواجهة الشمالية: تعرض الجزء الشرقي من هذه الواجهة للتهدم؛ ولذا لم نستطع معرفة الامتداد الحقيقي لها حيث لم يتبق منها سوى (36م)، كما أن الجزء العلوي من هذه الواجهة متهدم أيضا ولم يتبق من ارتفاع الواجهة عدا (8م)، وتتضمن هذه الواجهة صفاً من الفتحات الضيقة المائلة إلى الأسفل، والتي كانت تستخدم كمزاغل وسقاطات غير بارزة في الوقت نفسه؛ يليه من الأعلى صف من الفتحات الضيقة المزدوجة ثم شريط هندسي يتكون من أشكال المعينات.

الواجهة الغربية:  تمثل هذه الواجهة سوراً خارجياً للقلعة وقد تهدم الجزء العلوي منها، حيث تبقى من ارتفاعها نحو (5م) وهي تتألف من ثلاثة أضلاع وذلك لأن الركن الشمالي الغربي في القلعة يبرز نحو الجهة الغربية، في الوقت الراهن متهدم ولذا يمكن الضلع الأول في هذه الواجهة من الجنوب إلى الشمال بمسافة (31م)، ثم ينحرف نحو الغرب بمسافة لم يتبق منها سوى (9م)، بعد ذلك ينحرف نحو الشمال بمسافة 6.20 متر.

قلعة المعترض من الداخل

تتألف قلعة المُعترض من الداخل من فناء واسع مكشوف مستطيل الشكل تبلغ أبعاده نحو (30.30م × 19.70م) وتطل عليه وحدات القلعة من ثلاث جهات هي الجنوبية والشمالية والشرقية، بينما تضم الجهة الغربية سوراً دفاعياً يبلغ امتداده نحو (30م) وارتفاعه من داخل القلعة (5م).

كتلة البوابة:  تقع البوابة في الركن الجنوبي الشرقي من القلعة، وقمنا بإدراجها ضمن الوحدات المعمارية الجنوبية؛ لأن فتحة المدخل الخارجي تتجه نحو الجنوب، وتتألف كتلة البوابة من طابقين الأرضي يضم دركاة فتح فيها مدخلان والعلوي يتكون من حجرة؛ أنشئت لغرض حراسة البوابة وحمايتها.

ويضم الطابق الأرضي فتحة للدخول سبق ذكرها وبجانبيها فتحتان ضيقتان للرماية بالبنادق، وتعلوها فتحتان أيضا ماثلتان إلى الأسفل كانتا تستخدمان لحماية المدخل وتمثلان مزاغل مائلة، وسقاطات في الوقت نفسه، كما فتحت في بطن عقد المدخل فتحة واسعة يمكن أن تؤدي وظيفتين معاً، الأولى سقاطة مغيبة لإلقاء المواد الحارقة على مهاجمي القلعة من جهة المدخل والثانية لإنزال عوارض خشبية تزيد من تدعيم مصراعي الباب، وهناك أمثلة مشابهة لهذا النوع من السقاطات المغيبة في قلاع سهل تهامة اليمني ومنها الفتحة الموجودة أعلى عقد المدخل الرئيسي لقلعة الزيدية.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002 ميلاديعمارة المساجد العثمانية/ تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: