التصميم المعماري للمسجد الجامع في مدينة المهدية

اقرأ في هذا المقال


الوصف المعماري للمسجد الجامع:

يشتمل جدار القبلة الحديث على محراب حديث أيضاً، وبهذا المحراب كتابات تشير إلى تجديده سنة 1334 هجري، ويوجد خلف جدار القبلة الحديث جدار القبلة الأصلي لجامع المهدية، ويمكن رؤيته من خلال فتحات نافذة في المحراب الحديث.

والمحراب الأصلي للجامع عبارة عن حنية يبلغ اتساعها 2 متر وعمقها متر واحد، والقطاع السفلي من المحراب تزخرفه قنوات غائرة تتصل بينها ضلوع بارزة، ويعلو هذه الضلوع البارزة طواقي صغيرة مفصصة في هيئة الصدفة، تتكون بعضها من خمسة فصوص وبعضها الآخر من عشرة فصوص، وقد رتبت هذه الطواقي بحيث تتبادل الصدفة ذات الخمسة الفصوص مع ذات العشرة فصوص على التوالي.

ويوجد ركنان مرتدان يكتنفان حنية المحراب، أما القطاع العلوي الذي يمثل طاقية المحرب فتأخذ شكل نصف القبة، وقد اختفت زخارف سطحها، حيث عُقدت مقارنات بين الأجزاء الباقية من هذا المحراب حتى يتم الوصول إلى الشكل الكامل الذي كان عليه المحراب في جامع المهدية.

كما يمكن أن يكون هناك شريط بين القطاع السفلي وطاقية المحراب له كتابات كوفية أو زخارف، ويعد عرض هذا الشريط 80-100 سم.

المميزات المعمارية للجامع:

يتميز الجامع ببعض الملامح المعمارية المهمة، ولعل أهمها المدخل البارز والمئذنتان في طرفي الواجهة والمحراب وبخاصة القطاع السفلي ذو القنوات التي تتوجها أشكال صدفية مفصصة، ومن المهم أن نشير إلى أن المدخل البارز في هذا الجامع يعتبر أقدم نموذج من المداخل البارزة في العمارة الإسلامية، حيث جرت العادة بإنشاء مداخل المساجد الجامعة قبل ذلك في مستوى سمت الواجهات التي بها.

وكان ظهور هذا المدخل البارز لأول مرة في عمارة هذا الجامع سنة 303 هجري، ثم ظهر بعد ذلك في جامع الحاكم بأمر الله في مدينة القاهرة سنة 380 هجري ثم في الجامع الأقمر سنة 519 هجري.

كما أن المدخل عنصر تصميمي معماري مهم يراعى فيه معايير عدة منها ما يتصلب النسيج العمراني المجاور للمبنى، ومنها ما يتصلب موضعه من المبنى، ومنها ما يتصلب علاقته بوحدات المبنى من الداخل ومنها أيضاً ما يتعلق بشكله وتشكيله. والمدخل البارز في جامع المهدية أو مدخل صريح في عمارة المساجد باعتبار شكله البارز، وباعتباره أيضاً نموذجاً مميزاً من المداخل المسقوفة، ثم باعتبار تفاصيله المعمارية وبخاصة فتحته الخارجية المعقودة بعقد يشبه حدوة الفرس.


شارك المقالة: