إلى جانب أن الملك عبد العزيز يعتبر أول من أضاء الحرم كله بالكهرباء، فهو أيضاً أول من اتخذ قرار التوسعة في العهد السعودي، حيث وصل المسعى بالحوض في التوسعة الأولى للحرم، وعندما فكر رحمه الله في هذه التوسعة كانت المباني متداخله مع الحرم، مما يعني وجوب استشارة العلماء وأهل الحل والعقد في أمر لا يخص أهل مكة وحدهم بل يخص المسلمين أجمعين.
كان القرار الذي اتخذه الملك عبد العزيز رحمه الله جريئاً والفكرة صائبة عندما أصدر أمره الملكي الكريم بالتوسعة السعودية الأولى، وهكذا جاء القرار مدروساً وأخذ وقته في الدراسة والتعديل، ولم يأخذ رحمه الله رأياً واحداً فقط بل أخذه من مصادر مختلفة، وقدمت له الخرائط والتصاميم مراعية الظروف الاقتصادية العالمية، والتي يمر بها العالم بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص.
خصائص التوسعة السعودية للمسجد الحرام:
قد استغرقت عملية التوسعة الأولى أكثر من عشرين عاماً اشترك فيها أربعة ملوك من آل سعود، وجاءت هذه التوسعة بمثابة نقلة واسعة من ناحية التقنية وأسلوب العمل وحجم الإنفاق وتغيير البنية الأساسية لمنطقة الحرم لم يسبقهم إليها أحد، وعندما أمر الملك عبد العزيز بالتوسعة الأولى جاء التصميم الذي وضعه المختصون يوجب إزالة القسم العثماني من المسجد إزالة كاملة، فلم يوافق الملك عبد العزيز على تلك الإزالة، فتم تعديل التصميم بحيث يمكن الاحتفاظ بالعمارة العثمانية.
بدأت المرحلة الأولى من تنفيذ التوسعة عام 1375 هجري أي بعد وفاة الملك عبد العزيز رحمة الله وشملت هذه المرحلة فقط بناء المسعى من طابقين، ويبلغ طول المسعى العلوي (394.5) متراً وعرضه (20) متراً وارتفاع السقف الأول (12) متراً وسقف الطابق الثاني (9) أمتار، وأدخل المسعى ضمن مبنى الحرم مما أمكن اعتباره جزءاً من الحرم يمكن أداء صلاة الجماعة الكبرى فيه وهذا بالطبع مما خفف من ازدحام المصلين في الحرم.
وقسمت المسعى بسور يفصل اتجاهين السير (للمشعرين) الصفا والمروة، وجعل للدور الأول ثمانية عشر مخرجاً إلى الشارع العام، وفي الدور الثاني مخرجان أحدهما عند الصفا ويصعد إليه بسلالم والآخر عند المروة إلى الشارع مباشرة، بعد ذلك مرة بعدة مراحل للتوسعة الحرم الشريف.