الجامع الأزهر

اقرأ في هذا المقال


قام بتأسيس الجامع الأزهر القائد (جوهر الكاتب الصقلي) مولى الخليفة الفاطمي، المعز لدين الله الفاطمي، بدأت عمارته في يوم السبت السادس من جمادى الأولى عام 359 هجري، تم بناءه في رمضان سنة 361 هجري، وهو أول بناء فاطمي، ولا يزال قائماً منذ ذلك التاريخ، قد بني الأزهر ليكون الجامع الجديد والأساسي بعاصمة الفاطميين التي اختصها جوهر الصقلي لتكون مركزاً للدعوة الفاطمية.
وقد أمر في هذا الجامع أن تقطع الخطبة والدعاء للعباسيين وحرم لبس السواد وشعارهم، واستبدل في ذلك لبس البياض والدعاء لآل البيت، بذلك انتهت تماماً سيطرة العباسيين ووجودهم في البلاد.

تصميم الجامع الأزهر:

غير معروف على وجه الدقة والشكل والتخطيط الأصليين للجامع، فقد زاد عليه الكثير من الخلفاء، وجددت أجزاء كثيرة فيه، وإن كان الجامع لا يزال محتفظاً ببعض البقايا التي ترجع للعصر الفاطمي؛ لهذا فإن الجامع الأزهر وهو مجمع للآثار الإسلامية من العصور المختلفة.
كان الجامع الأزهر في العصر الفاطمي يبلغ نصف مساحته الحالية، يتكون الأزهر من ساحة واسعة غير مسقوفة الوسط، له تسعة أبواب أهمها الباب الرئيسي المسمّى (باب المزينين)، الذي يتكون من بابين لكل منهما مصراعان، وسمّي هذا الباب بباب المزينين؛ لأن المزينين كانوا يجلسوا في المرر ويحلقون رؤوس الطلبة، كما يوجد باب الشوام، باب الصعايدة، باب الشوربة، باب الجوهرية وباب الميضأة.
يتكون صحن الجامع من مستطيل تحيط به البوائك من الجهات الأربعة، وكانت أرضيته مفروشة ببلاط من الحجر الجيري المنحوت، كما كان للأزهر ستة مآذن منها مئذنة خارج باب المزينين على يمين الداخل إلى الجامع، وهي من إنشاء عبد الرحمن كتخدا، وهناك مئذنة المدرسة الأقبغاوية، وهي أول مئذنة تصنع من الحجر المنحوت بعد المدرسة المنصورية.
يحتوي جامع الأزهر على عدة محاريب، منها اثنان بإيوان القبلة الجديدة التي أضافها عبد الرحمان كتخدا، والمحراب الأكبر فيها هو الذي يصلّي فيه إمام الجامع، يعلو المحراب قبة ترتكز على ستة أعمدة، أما المحراب الثاني فهو أصغر حجماً ويوجد شمال المنبر وبه الكثير من النقوش والزخارف ويشتهر بقبلة الشيخ دردير.
أما في إيوان القبلة القديمة فيوجد المحراب الأصلي، يعلو سقفه عن سقف الأورقة الجانبية، ويعرف بالمحراب القديم وكان يصلي فيه إمام الجامع على المذهب الشافعي، يوازي إماماً آخر يصلي في المحراب الكبير بإيون القبلة الجديدة على المذهب المالكي.


شارك المقالة: