الجامع العمري الكبير في غزة

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن غزة:

تعد غزة من أقدم مدن العالم أسسها الكنعانيون في الألف الثالث قبل الميلاد، وسموها هزاتي وسماها الفراعنة غاداتو وسمها الأشوريون غزاتي والعبرانيون سموها غزة، إلا أن غزة بقيت محتفظة باسمها الأصلي رغم تغيير اليونان له، وفيها ولد الإمام الشافعي (رضي الله عنه)، ودفن قبل الإسلام فيها هاشم جد النبي (صلى الله عليه وسلم)، وإليه تنسب المدينة فتسمى (غزة هاشم).

خصائص الجامع العمري الكبير:

كان في الأصل معبداً لمارناس؛ وهو إله البحر عند الفلسطينيين، ثم عندما ظهرت النصرانية من أهل ميوما، وهو ميناء غزة، أصبحت ميوميا أبرشية مستقلة، بينما لما يدخل أهل غزة النصرانية إلا إكراهاً بالقوة، وتم تدمير معبدهم وتم تطهيره بالنار على يد القديس بيرفيريوس، ثم نقلت إليه أفذوكسيا؛ وهي إمبراطورة بيزنطة أربعين عموداً، والتي لا زالت باقية حتى اليوم.

وقد أقبل أهلها على الإسلام بعد الفتح وتحولت الكنيسة لجامع والدير المجاور لها إلى رباط (مسجد كاتب ولاية)، وبقيت الكنيسة الصغيرة (كنيسة بيرفيريوس)، كما يشغل الجامع مساحة دونمات (4077) ومساحة فنائه 1190 ميلادي، ويسمى العمري لأنه بني أيام الفاروق (رضي الله عنه)، وبالكبير لأنه أكبر جوامع غزة، وقد حوله الفرنجة لكنيسة سموها (سان جان)، وعلى اسمها عيادة سان جون الحالية، حيث سان جون (القديس يحيى)، وهو يحيى عليه السلام من تعتبره الداوية أو فرسان المعبد نبيهم.

وقد أنشأ السلطان لاجين باباً عام 697 هجري، ووسع هذا الباب الناصر محمد بن قلاوون، وعمر في العصر العثماني، وقد أصابه خراب كبير في الحرب العالمية الأولى حدث هدم القسم الأعظم منه وسقطة مئذنته، وله مكتبة أسسها الظاهر بيبرس وباسمه كانت تعرف، وهي الآن مكتبة الجامع العمري وبها 132 مخطوطة يعود أقدمها لعام 920 هجري، ويصفه الشيخ عثمان الطباع -مؤرخ غزة- فيقول: “الجامع العمري الكبير الكائن في غزة بوسطها قرب سوقها هو أعظم الجوامع وأقدمها وأحسنها، وفيه بيت كبير قائم على 38 عموداً من الرخام، وفي وسطه قباب مرتفعة على عمود فوق عمود من الجانبين من الباب الشرقي إلى الباب الغربي”.

وفي تقرير قديم للدكتور صالح لمعي -خبير معماري مصري- عن الجامع “إنه جامع متشرب بالرطوبة لثلثيه، وفي هذا خطر كبير عليه” ولا زالت بعض أجزاء المسجد تحتفظ بالطابع القوطي لكنيسة سانجون.


شارك المقالة: