الجامع العمري في بصرى الشام

خصائص الجامع العمري في سورية:

يقع في وسط مدينة بصرى في الجمهورية العربية السورية، حيث تبعد هذه المدينة حوالي 140 كيلو متر عن جنوب العاصمة السورية، ويعرف الجامع باسم جامع العروس، تم تشييده في عهد الخلفية عمر بن الخطاب، ويعرف بالجامع العمري نسبة إليه، ويعد من أقدم المساجد في سورية، وهو الجامع الوحيد الذي بني في العهد الإسلامي الأول ولا يزال يحتفظ بتفاصيله المعمارية وأعمدته التي بقيت في مكانها وكذلك واجهته المعمارية القديمة.
وقد تعرض الجامع في عهود مختلفة لعمليات الترميم والتجديد، ومن هذه التجديدات التي حصلت في عام 102 هجري/ 720 ميلادي التي قام بها المهندس الفرنسي إيكوشار، كما تم العثور على كتابات ترجع للعصر الأموي على الدعامات في الرواق الشرقي، حيث كانت مؤرخة بتاريخ 128 هجري/ 745 ميلادي، حيث أشارة التجديدات الكوفية المؤرخة عام 460 هجري/ 1067 ميلادي إلى تجديد أحد أقسام السقف.
كما تم تجديد الجامع العمري في بصرى في عام 506 هجري/ 1112 ميلادي على يد أمين الدولة أبو منصور كمشتكين، كما وجدت كتابة بالخط النسخي على الجدار الشمالي من الخارج تشير إلى تجديد الصحن الجامع عام 618 هجري/ 1221 ميلادي أي في العهد الأموي.

التصميم المعماري للجامع العمري في سورية:

يتكون الجامع العمري من أربعة أروقة موجودة حول الصحن، تبلغ أبعاد الصحن 13 * 16 متراً، ويوجد في وسط الصحن ميضأة، كما رصف الصحن بالحجر بأشكال ورسوم هندسية متنوعة الألوان، ويعد الرواق الجنوبي بمثابة حرم الصلاة للجامع، وقد زخرفة واجهة الرواق الجنوبي بكلسة تمتد على ثلاثة أشرطة من الزخارف النباتية المنقوشة على الجص، كما وجد العديد من الكتابة الكوفية المحفورة على الجص، حيث كان الجدار فوق الأشرطة مليء بالزخارف والآيات القرانية، حيث تميز هذا الجامع بالزخارف الجصية الرائعة جداً والتي تعد من أهم المعالم الفنية فيه.
والمنبر الموجود في الجامع فهو منبر خشبي حديث، أما بالنسبة للمحراب في الجامع العمري فيعد محراب بسيط جداً، كما أن المئذنة ذات تصميم معماري مربع الشكل، شيدت هذه المئذنة في العهد الأموي، كما تحتوي كل واجهة من هذه المئذنة على نافذتين يوجد بينهما عمود، وتزين كل نافذة قوس نصف دائري، أما أعلى هذه المئذنة يوجد كورنيش حجري بارز.