الجامع الكبير في زبيد

اقرأ في هذا المقال


أهمية الجامع الكبير في زبيد:

إن الجامع الكبير في زبيد يأتي في مقدمة الآثار الإسلامية العديدة التي تحتفظ بها هذه المدينة العظيمة ذات التاريخ المتواصل من العلم والعلماء، هذا الجامع أيضاً شأن غيره من جوامع ومساجد اليمن، تعرض للعديد من الإضافات والتجديدات على مراحل العصور الإسلامية المتعاقبة، فهو يرجع في تاريخه إلى ما قبل القرن الثالث الهجري.
إن هذا المسجد قد أخذ أهميته الكبيرة كمسجد في مدينة زبيد في عصر الدولة الزيادية، حين جدده القائد الحسين بن سلامة عام 391 هجري، ثم تعرض للهدم على يدى مهدي بن علي مهدي، وأعاده المبارك بن منقذ وعمره وجدده أيضاً سيف الإسلام طغتكين عام 582 هجري، ثم هدمه السلطان عامر علي بن عبد الوهاب وعمره من جديد عام 897 هجري عمارة متقنة على يد المعلم علي بن حسن المعمار.

تخطيط الجامع الكبير في زبيد:

شُيد هذا الجامع بمادتي الآجر والجص، فيه ثلاث عشرة مدخلاً، وتبلغ مقاييسه من الداخل 59 * 57 متراً، كما يتوسطه فناء مكشوف مساحته 26.90 * 14 متراً، تحيط به أربع أروقة، ويعد رواق القبلة أعمق الأروقة، ويتكون رواق القبلة (الشمالي) من ست بلاطات، ترجع البلاطة الأخيرة منهم والمطلة على الفناء إلى فترة متأخرة، إذ يعلو سقفها سقف البلاطات الخمس، وتتكون البائكات من صفوف من الأعمدة المستديرة الضخمة الشكل، إذ يبلغ محيط العمود 2.70 متراً.
تحمل هذه الأعمدة عقوداً مدببة واسعة من مركزين، يرتكز عليها سقف الرواق المصنوع من الخشب، ويمتاز سقف هذا الرواق بوجود كتابات وزخارف نباتية وهندسية الشكل وملونة بألوان مختلفة، ويختلف هذا الرواق المجدد عن السقوف ذات المصندقات الخشبية، ويرجع ذلك إلى عام 1185 هجري، ضمن ما قام به المهدي العباسي من تجديدات شملت العقود وسقف الرواق، ويؤكد ذلك وجود نص كتابي، ومما يُقرأ على سقف رواق القبلة (لا إله إلا الله محمد رسول الله.
كما يتوسط جدار القبلة كتلة المحراب المصنوعة من الجص، يتوسطها تجويف المحراب، ارتفاعه 2.65 متراً و عمقه 1.24 متراً و1.23 سعة الفتحة، ويزدان هذا المحراب بالزخارف والكتابات، فعلى قمته تُقرأ سورة الإخلاص، ويلي هذه الكتابة شريط مستدير على شكل زخرفة خلايا النحل، ثم شريط آخر مستطيل يقرأ عليه “يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلو الخير لعلكم تفلحون”.


شارك المقالة: